وعنْ مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أبيه قال: رَأَيْتُ رسولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يُصَلي، وفي صدره أَزيزٌ كأزيز المرْجلِ، من الْبُكاءِ. أخرجهُ الخمسة إلا ابن ماجهْ، وصَحّحهُ ابن حِبّان.
 

(وعن مطرف) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وتشديد الراء المكسورة وبالفاء (ابن عبد الله بن الشخير) بكسر الشين المعجمة وكسر الخاء المشددة، ومطرف تابعي جليل (عن أبيه) عبد الله بن الشخير، وهو ممن وفد إلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم في بني عامر، يعد في البصريين.
(قال: رأيت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يصلي وفي صَدْرهِ أزيزٌ) بفتح الهمزة فزاي مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فزاي، وهو: صوت القدر في غليانها (كأزيز المرجل) بكسر الميم وسكون الراء وفتح الجيم هو القدر (من البكاء) بيان للأزيز (أخرجه الخمسة) هم عنده على ما ذكره في الخطبة: من عدا الشيخين، فهم أصحاب السنن، وأحمد، إلا أنه هنا أراد بهم غير ذلك، وهم أهل السنن الثلاثة وأحمد، كما بينه قوله: إلا ابن ماجه، وصححه ابن حبان) ، وصححه أيضاً ابن خزيمة، والحاكم، ووهم من قال: إن مسلماً أخرجه، ومثله ما روى: "أن عمر صلى صلاة الصبح، وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله: {قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَانصُرُواْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (يوسف: 86). فسمع نشيجه، أخرجه البخاري مقطوعاً، ووصله سعيد بن منصور، وأخرجه ابن المنذر.
والحديث دليل على أن مثل ذلك لا يبطل الصلاة، وقيس عليه الأنين.