عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: أمرَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بِبِناءِ المساجد في الدُّور، وأن تُنَظّفَ وتُطَيبَ. رواهُ أحمدُ، وأبو داود، والترمذي، وصحح إرسالهُ
 

باب المساجد
المساجد: جمع مسجد بفتح الجيم وكسرها، فإن أريد به المكان المخصوص، فهو بكسر الجيم، لا غير، وإن أريد به موضع السجود، وهو موضع وقوع الجبهة في الأرض، فإنه بالفتح، لا غير. وفي فضائل المساجد أحاديث واسعة، وأنها "أحب البقاع إلى الله"، وأن "من بنى لله مسجداً من مال حلال بنى الله له بيتاً في الجنة"، وأحاديثها في مجمع الزوائد وغيره.
عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: أمرَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بِبِناءِ المساجد في الدُّور، وأن تُنَظّفَ وتُطَيبَ. رواهُ أحمدُ، وأبو داود، والترمذي، وصحح إرسالهُ.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ببناء المساجد في الدور) يحتمل أن المراد بها: البيوت، ويحتمل أن المراد: المحالّ التي تبنى فيها الدور (وأن تنظف) عن الأقذار (وتطيب رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصحح إرساله) والتطييب بالبخور، ونحوه. والأمر بالبناء للندب لقوله: "أينما أدركتك الصلاة فصل" أخرجه مسلم، ونحوه عند غيره. قيل: وعلى إرادة المعنى الأول في الدور، ففي الحديث دليل على أن المساجد شرطها قصد التسبيل، إذ لو كان يتم مسجداً بالتسمية: لخرجت تلك الأماكن التي اتخذت في المساكن عن ملك أهلها. وفي شرح السنة أن المراد: المحال التي فيها الدور. ومنه {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} لأنهم كانوا يسمون المحال التي اجتمعت فيها القبيلة داراً. قال سفيان: بناء المساجد في الدور يعني: القبائل.