وعنْ عَبْدِ الله بنِ أبي أَوْفَى رضي الله عنهُ قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فَقَالَ: إني لا أسْتطيعُ أنْ اخذَ منَ القُرانِ شيئاً، فعَلّمني ما يُجزئُني عنه. فقال: "قُل: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا الله والله أكبرُ، ولا حوْل ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم" الحديث. رواهُ أحْمدُ، وأبو داود، والنسائي. وصحّحهُ ابنُ حِبّان، والدارقطني، والحاكم.
 

(وعن عبد الله بن أبي أوفى) هو أبو إبراهيم، أو محمد، أو معاوية، واسم أبي أوفى، علقمة بن قيس بن الحرث الأسلمي، شهد الحديبية، وخيبر وما بعدهما، ولم يزل في المدينة حتى قبض صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، فتحول إلى الكوفة، ومات بها، وهو اخر من مات بالكوفة من الصحابة. (قال: جاء رجل إلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقال: إني لا أستطيع أن اخذ من القران شيئاً، فعلمني ما يجزئني عنه، فقال: قُلْ: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الحديث) بالنصب: أي أتم الحديث.
وتمامه في سنن أبي داود: "قال: أي الرجل: يا رسول الله هذا لله فما لي؟ قال: قل: اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني، فلما قام، قال هكذا بيديه، فقال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: أما هذا فقد ملأ يديه من الخير" انتهى. إلا أنه ليس في سنن أبي داود العلي العظيم. (رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وصححه ابن حبان، والدارقطني، والحاكم).
الحديث دليل على أن هذه الأذكار قائمة مقام القراءة للفاتحة، وغيرها، لمن لا يحسن ذلك، وظاهره: أنه لا يجب عليه تعلم القران ليقرأ به في الصلاة، فإن معنى لا أستطيع: لا أحفظ الان منه شيئاً، فلم يأمره بحفظه، وأمره بهذه الألفاظ، مع أنه يمكنه حفظ الفاتحة، كما يحفظ هذه. وقد تقدم في حديث المسيء صلاته.