وعَنْ جُبَيْر بن مُطعمٍ رضي الله عنه قالَ: سمعت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقرأُ في المغْرب بالطُّور. متّفقٌ عليه.
 

(وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه) تقدم ضبطهما، وبيان حال جبير (قال: سمعت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: يقرأ في المغرب بالطور. متفق عليه).
قد بين في فتح الباري: أن سماعه لذلك كان قبل إسلامه، وهو دليل على أن المغرب لا يختص بقصار المفصل، وقد ورد: أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قرأ في المغرب بـ "المص"، وأنه قرأ فيها "بالصافات"، وأنه قرأ فيها "بحم الدخان"، وأنه قرأ فيها "سبح اسم ربك الأعلى"، وأنه قرأ فيها "والتين والزيتون"، وأنه قرأ فيها بالمعوذتين، وأنه قرأ فيها بالمرسلات، وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل، وكلها أحاديث صحيحة.
وأما المداومة في المغرب على قصار المفصل، فإنما هو فعل مروان بن الحكم، وقد أنكر عليه زيد بن ثابت، وقال له: "مالك تقرأ بقصار المفصل، وقد رأيت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين" تثنية طولى، والمراد بهما: الأعراف، والأنعام، والأعراف أطول من الأنعام، إلى هنا أخرجه البخاري: وهي الأعراف. وقد أخرج النسائي: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فرق الأعراف في ركعتي المغرب. وقد قرأ في العشاء بالتين والزيتون، ووقت لمعاذ فيها بالشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى ونحوه" والجمع بين هذه الروايات: أنه وقع ذلك منه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم باختلاف الحالات، والأوقات، والأشغال، عدماً ووجوداً.