وعن سعد بن طارق الأشجعي رضي الله عنه قالَ: قلتُ لأبي: يا أبَتِ، إنك قد صلّيت خلْف رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، وأبي بكْر، وعُمَرَ، وعُثْمان، وعليَ، أَفكانوا يَقْنُتُون في الفَجْر؟ قالَ: أي بُنيَّ، محدثٌ، رواه الخمسةُ إلا أبا داود.
 

(وعن سعيد) كذا في نسخ البلوغ سعيد وهو سعد بغير مثناة تحتية (بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي:) وهو طارق بن أشيم بفتح الهمزة فشين معجمة فمثناة تحتية مفتوحة بزنة أحمر، قال ابن عبد البر: يعد في الكوفيين. روى عنه ابنه أبو مالك سعد بن طارق (يا أبت إنك صليْتَ خَلْف رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، وأبي بكر، وعُمَر، وعثمان، وعلي، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أيْ بُنيّ: محدثٌ. رواه الخمسة إلا أبا داود). وقد روى خلافه عمن ذكر. والجمع بينهما. أنه وقت القنوت لهم تارة، وتركوه أخرى، وأما أبو حنيفة، ومن ذكر معه، فإنهم جعلوه منهياً عنه؛ لهذا الحديث؛ لأنه إذا كان محدثاً فهو بدعة، والبدعة منهي عنها.

الموضوع التالي


وعن الحسَن بنْ علي رضي الله عنهما أنَّهُ قالَ: علّمني رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كلماتٍ أقُولُهُنَّ في قُنُوت الوتْر: "اللهمَّ اهدني فيمَنْ هديْتَ، وعافِني فيمَنْ عَافَيْت، وتولَّني فيمنْ توَلّيت، وبارك لي فيما أَعْطَيْتَ، وقِني شرَّ ما قَضَيْتَ، فإنّكَ تَقْضِي ولا يُقْضَى عليكَ، وإنّهُ لا يذِلُّ مَنْ والَيْتَ، تَبَارَكْتَ ربّنا وتعالَيْت" رواه الخمسة. وزاد الطّبرانيُّ والبيهقي: "ولا يعزُّ من عادَيْت" زادَ النسائي منْ وجْهٍ اخر في اخرهِ: "وصلَّى الله تعالى على النبيِّ".