[رح55]ـــ وعن ثوبان رضي الله عنهُ قالَ: كانَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً، وقال: "اللهمَّ أنت السّلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" رواه مسلم.
 

(وعن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا انصرف من صلاته) أي سلم منها (استغفر الله ثلاثاً) بلفظ: أستغفر الله. وفي الأذكار للنووي: قيل للأوزاعي، وهو أحد رواة هذا الحديث: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله (وقال: اللهُمَّ أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، رواه مسلم).
والاستغفار: إشارة إلى أن العبد لا يقوم بحق عبادة مولاه؛ لما يعرض له من الوساوس والخواطر، فشرع له الاستغفار تداركاً لذلك.
وشرع له: أن يصف ربه بالسلام، كما وصف به نفسه، والمراد: ذو السلامة من كل نقص وافة، مصدر وصف به للمبالغة "ومنك السلام" أي منك نطلب السلامة من شرور الدنيا والاخرة، والمراد بقوله: يا ذا الجلال والإكرام: يا ذا الغنى المطلق والفضل التام، وقيل: الذي عنده الجلال والإكرام لعباده المخلصين، وهو من عظائم صفاته تعالى، ولذا قال صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" ومر برجل يصلي وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال: "قد استجيب لك".