وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقرأُ عَلَيْنا القران، فإذا مَرَّ بالسّجدَةِ كَبّرَ وسَجَدَ وَسَجَدْنا مَعَهُ. رواهُ أبو داود بسَنَدٍ فيه لينٌ.
 

(وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقرأُ عَلَيْنا القران، فإذا مَرَّ بالسّجدَةِ كَبّرَ وسَجَدَ وَسَجَدْنا مَعَهُ. رواهُ أبو داود بسَنَدٍ فيه لينٌ).
لأنه من رواية عبد الله ــــ المكبر ــــ العمري، وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم من رواية عبيد الله ــــ المصغر ــــ وهو ثقة.
وفي الحديث دلالة على التكبير، وأنه مشروع، وكان الثوري يعجبه هذا الحديث. قال أبو داود: يعجبه، لأنه كبر، وهل هو تكبير الافتتاح، أو النقل؟ الأول أقرب، ولكنه يجتزىء بها عن تكبيرة النقل، لعدم ذكر تكبيرة أخرى، وقيل: يكبر له، وعدم الذكر ليس دليلاً، قال بعضهم: ويتشهد ويسلم، قياساً للتحليل على التحريم، وأجيب: بأنه لا يجزىء هذا القياس، فلا دليل على ذلك.
وفي الحديث دليل: على مشروعية سجود التلاوة للسامع؛ لقوله: وسجدنا، وظاهره سواء كانا مصليين معاً، أو أحدهما في الصلاة. وقالت الهادوية: إذا كانت الصلاة فرضاً أخرها حتى يسلم. قالوا: لأنها زيادة عن الصلاة فتفسدها، ولما رواه نافع عن ابن عمر أنه قال: "كان رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقرأ علينا السورة في غير الصلاة، فيسجد، ونسجد معه" أخرجه أبو داود. قالوا: ويشرع له أن يسجد إذا كانت الصلاة نافلة، لأن النافلة مخفف فيها. وأجيب عن الحديث: بأنه استدلال بالمفهوم، وقد ثبت من فعله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: أنه قرأ سورة الانشقاق في الصلاة، وسجد، وسجد من خلفه، وكذلك: سورة تنزيل السجدة، قرأ بها، وسجد فيها. وقد أخرج أبو داود، والحاكم، والطحاوي من حديث ابن عمر: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم سجد في الظهر، فرأى أصحابه أنه قرأ اية سجدة، فسجدوها".
واعلم أنه قد ورد الذكر في سجود التلاوة بأن يقول: "سجد وجهي للذي خلقه، وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته" أخرجه أحمد، وأصحاب السنن، والحاكم، والبيهقي، وصححه ابن السكن، وزاد في اخره: "ثلاثاً" وزاد الحاكم في اخره: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً} ، وفي حديث ابن عباس: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كان يقول في سجود التلاوة: اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، وتقبلها مني، كما تقبلتها من عبدك داود".