[رح18] ــــ وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أَوْلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفوفِ النِّساء آخِرُها وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 

(وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: خير صفوف الرجال أَوَّلها) أي أكثرها أجراً وهو الصف الذي يصلي الملائكة على من صلى فيه كما يأتي (وشرُّها آخرها) أقلها أجراً (وخير صفوف النساء آخرها وشرُّها أوَّلها" رواه مسلم) ورواه أيضاً البزار والطبراني في الكبير والأوسط.
والأحاديث في فضائل الصف الأول واسعة. أخرج أحمد ــــ قال الهيثمي: رجاله موثقون ــــ والطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: "وعلى الثاني". وأخرج أحمد والبزار ــــ قال[اث] الهيثمي[/اث]: برجال ثقات ــــ من حديث[اث] النعمان بن بشير[/اث] قال: سمعت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم استغفر للصف الأول ثلاثاً، وللثاني مرتين، وللثالث مرة". قال الهيثمي: فيه[تض] أيوب بن عتبة[/تض] ضعف من قبل حفظه.
ثم قد ورد في ميمنة الصف الأول ومسامتة الإمام وأفضليته على الأيسر أحاديث، فأخرج الطبراني في الأوسط من حديث أبي بردة قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إن استطعت أن تكون خلف الإمام وإلا فعن يمينه" قال الهيثمي: فيه من لم أجد له ذكراً. وأخرج أيضاً في الأوسط والكبير من حديث[اث] ابن عباس[/اث]: "عليكم بالصف الأول وعليكم بالميمنة وإياكم والصف بين السواري" قال الهيثمي: فيه[تض] إسماعيل بن مسلم[/تض] المكي ضعيف.
واعلم أن الأحق بالصف الأول أولو الأحلام والنّهى، فقد أخرج البزار من حديث عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "ليليني منكم أهل الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم" قال الهيثمي: فيه عاصم [تض]ابن عبيد الله العمري[/تض] والأكثر على تضعيفه واختلف في الاحتجاج به: وأخرجه مسلم والأربعة من حديث ابن مسعود بزيادة "ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق".
وفي الباب أحاديث غيره.
وفي حديث الباب دلالة على جواز اصطفاف النساء صفوفاً، وظاهره سواء كانت صلاتهن مع الرجال أو مع النساء، وقد علل خيرية آخر صفوفهن بأنهن عند ذلك يبعدن عن الرجال وعن رؤيتهم وسماع كلامهم إلا أنها علة لا تتم إلا إذا كانت صلاتهن مع الرجال، وإما إذا صلين وإمامتهن امرأة فصفوفهن كصفوف الرجال أفضلها أولها.