[رح19] ــــ وعنهُ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ذكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقال: "فِيهِ سَاعةٌ لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلم وَهُوَ قائم يصلي يَسْأَلُ اللَّهُ عَزّ وَجَلَّ شَيْئاً إلا أَعْطاهُ إياهُ. وأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا، مُتّفَقٌ عَلَيْهِ، وفي روايةٍ لِمُسْلمٍ "وهيَ سَاعةٌ خَفِيفَةٌ".
 

(وعنه) أي أبي هريرة (رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعةٌ لا يوافِقُها عبْدٌ مُسْلمٌ وهوَ قائمٌ) جملة حالية أو صفة لعبد والواو لتأكيد لصوق الصفة (يُصَلي) حال ثانية (يسأَلُ الله عزَّ وجلَّ) حال ثالثة (شيئاً إلا أَعطاهُ إياهُ" وأشار) أي النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم (بيده يقللها) يحقر وقتها (متفق عليه وفي رواية لمسلم "وهي ساعةٌ خفيفة") هو الذي أفاده لفظ يقللها في الأولى وفيه إبهام الساعة ويأتي تعيينها.
ومعنى "قائم" أي مقيم لها متلبس بأركانها لا بمعنى حال القيام فقط وهذه الجملة ثابتة في رواية جماعة من الحفاظ وأسقطت في رواية آخرين. وحكي عن بعض العلماء أنه كان يأمر بحذفها من الحديث وكأنه استشكل الصلاة، إذ وقت تلك الساعة إذا كان من بعد العصر فهو وقت كراهة للصلاة وكذا إذا كان من حال جلوس الخطيب على المنبر إلى انصرافه، وقد تأولت هذه الجملة بأن المراد منتظراً للصلاة؛ والمنتظر للصلاة في صلاة كما ثبت في الحديث، وإنما قلنا إن المشير بيده هو النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم لما في رواية مالك "فأشار النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم" وقيل المشير بعض الرواة.
وأما كيفية الإشارة فهو أنه وضع أنملته على بطن الوسطى أو الخنصر يبين قلتها. وقد أطلق السؤال هنا وقيده في غيره كما عند ابن ماجه "ما لم يسأل الله إثماً" وعند أحمد "ما لم يسأل إثماً أو قطيعة رحم".