[رح8] ــــ وَعَن ابن عَبّاسٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: مَا هَبّتْ الرِّيحُ قَطُّ إلّا جَثَا النّبيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على رُكْبَتَيْه وقال: "اللهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً ولا تَجْعَلْها عذاباً" رَوَاهُ الشّافعيُّ والطّبرانيُّ.
 

(وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما هبت الريح قط إلا جثا) بالجيم والمثلثة (النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على ركبتيه) أي برك عليهما وهي قعدة المخافة لا يفعلها في الغالب إلا الخائف (وقال: "اللهمَّ اجعلْها رَحْمة ولا تجعلْها عذاباً" رواه الشافعي والطبراني).
الريح: اسم جنس صادق على ما يأتي بالرحمة ويأتي بالعذاب وقد ورد في حديث أبي هريرة مرفوعاً "الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها".
وقد ورد في تمام حديث ابن عباس: "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً". وهو يدل أن المفرد يختص بالعذاب والجمع بالرحمة، قال ابن عباس: في كتاب الله {إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً}.. {وأرسلنا عليهم الريح العقيم}.. {وأرسلنا الرياح لواقح}.. {وأنه يرسل الرياح مبشرات} رواه الشافعي في الدعوات الكبير. وهو بيان أنها جاءت مجموعة في الرحمة، ومفردة في العذاب، فاستشكل ما في الحديث من طلب أن تكون رحمة، وأجيب: بأن المراد لا تهلكنا بهذه الريح لأنهم لو هلكوا بهذه الريح لم تهب عليهم ريح أخرى فتكون ريحاً لا رياحاً.