[رح 3/973] ـ وَقِصَّةُ التَّحْوِيلِ فِي الصَّحْيحِ مِنَ حَدِيثِ عَبْدِ الله بِنِ زَيدٍ، وَفِيْهِ: "فَتَوَّجه إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقَرَاءَةِ".
 

(وقصة التحويل في الصحيح) أي صحيح البخاري (من حديث عبد الله بن زيد) أي المازني وليس هو راوي الأذان كما وهم فيه بعض الحفاظ ولفظه في البخاري "فاستقبل القِبْلة وقلب رداءه" (وفيه) أي في حديث عبد الله بن زيد (فتوجه) أي النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم (إلى القِبْلة يدعو) في البخاري بعد يدعو، "وحول رداءه"، وفي لفظ "قلب رداءه" (ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة) ، قال البخاري: قال سفيان: وأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال: "جعل اليمين على الشمال" انتهى. زاد ابن خزيمة "والشمال على اليمين"، وقد اختلف في حكمة التحويل، فأشار المصنف إليه بإيراد الحديث:
[رح 4/084] ـ وَلِلدَّارَقُطْنِي مِنْ مُرْسَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: "وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ لِيَتَحَوّلَ الْقَحْطُ".
وهو قوله: (وللدارقطني من مرسل أبي جعفر الباقر) هو محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب سمع أباه زين العابدين وجابر بن عبد الله، وروى عنه ابنه جعفر الصادق وغيره. ولد سنة ست وخمسين ومات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة ودفن بالبقيع في البقعة التي دفن فيها أبوه وعم أبيه الحسن بن عليّ بن أبي الطالب وسمي الباقر لأنه تبقر في العلم أي توسع فيه انتهى من جامع الأصول، (وحول رداءه ليتحول القحط) وقال ابن العربي: هو أمارة بينه وبين ربه، قيل: له حول رداءك ليتحول للتفاؤل، قال: لأن من شرط الفأل أن لا يقصد إليه، وقال المصنف: إنه ورد في التفاؤل حديث رجاله ثقات.
قال المصنف في الفتح: إنه أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جار فوصله لأن محمد بن عليّ لقي جابراً، وروي عنه إلا أنه قال: إنه رجح الدارقطني إرساله، ثم قال: وعلى كل حال فهو أولى من القول بالظن وقوله: في الحديث الأول: "جهر فيهما بالقراءة" في بعض روايات البخاري "يجهر"، ونقل ابن بطال أنه مجمع عليه أي على الجهر في صلاة الاستسقاء وأخذ منه بعضهم أنها لا تصلي إلا في النهار ولو كانت تصلي في الليل لأسر فيها نهاراً ولجهر فيها ليلاً وفي هذا الأخذ بعد لا يحفى.

الموضوع السابق


[رح2] ــــ وعن عائشةَ رضيَ الله عنْها قالت: شَكا النّاس إلى رسُول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قُحُوط المطر فأَمَرَ بمنْبر فَوُضِعَ لَهُ بالمُصلى وَوَعَد النّاس يَوْماً يخْرُجُون فيه، قالت عائشة: فَخَرَجَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم حين بدا حاجِبُ الشّمس فَقَعَد على المنبر فَكَبّر رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم وحمد الله عزَّ وجل ثمَّ قالَ: "إنكمُ شَكَوْتمْ جدْبَ دياركُم وقدْ أَمركُمُ الله أَن تَدْعُوهُ وَوَعدكُم أَن يَسْتجيب لَكُم" ثمَّ قالَ: "الحمْدُ لله ربِّ العالمينَ، الرَّحمن الرَّحيم، مَلِك يَوْمِ الدينِ، لا إله إلّا اللَّهُ يَفْعَلُ ما يُريدُ، اللهُمّ أَنْتَ الله لا إله إلّا أَنْتَ، أَنْتَ الْغنيُّ ونَحْنُ الْفُقَراءُ، أَنزل عَلَيْنا الْغَيْثَ واجْعَلْ مَا أَنْزلْتَ عَلَيْنَا قُوَّةً وبلاغاً إلى حين" ثمَّ رَفَعَ يدَيْهِ فلَمْ يزَلْ حتّى رُئيَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ، ثمَّ حَوَّلَ إلى الناس ظَهْرَهُ وقَلَبَ رداءَه وهو رافعُ يديْهِ، ثمَّ أَقْبلَ على النّاس ونزَلَ فَصَلى رَكعتَيْنِ، فَأَنْشأَ اللَّهُ سَحَابةً فَرَعَدَتْ وبرقَتْ ثمَّ أَمْطرتْ. رواهُ أبو داودَ وقال غريبٌ وإسنَادُهُ جَيِّدٌ.