[رح50] ــــ وعَنْ بُرَيْدَة بن الحَصيْبِ الأسْلَمِيِّ رضي الله عنْهُ قال: قالَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عن زيارَةِ القبُورِ فَزُوروها" رواهُ مُسْلمٌ، زَادَ التِّرْمِذيُّ: "فإنها تُذكّرُ الآخِرَةَ".
 

(وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "كنتُ نهيتكم عن زيارة القبُور فزوروها" رواه مسلم زاد الترمذي) أي من حديث بريدة ("فإنها تذكِّرُ الآخرة").
51 ــــ زادَ ابنُ مَاجَهْ مِنْ حديث ابنِ مَسْعودٍ "وَتُزَهِّدُ في الدُّنْيَا".
(زاد ابن ماجه من حديث ابن مسعود) وهو الحديث السابق بلفظ "ما مضى" وزاد ("وتُزَهّدُ في الدنيا") وفي الباب أحاديث عن أبي هريرة عن مسلم وعن ابن مسعود عن ابن ماجه والحاكم وعن أبي سعيد عند أحمد والحاكم وعن عليّ عليه السلام عند أحمد وعن عائشة عن ابن ماجه.
والكل دال على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها وأنها للاعتبار فإنه في لفظ حديث ابن مسعود "فإنها عبرة وذكرى للآخرة والتزهيد في الدنيا" فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعاً.
وحديث بريدة جمع فيه بين ذكر أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كان نهى أولاً عن زيارتها ثم أذن فيها أخرى.
وفي قوله: "فزوروها" أمر الرجال بالزيارة وهو أمر ندب اتفاقاً، ويتأكد في حق الوالدين لآثار في ذلك.
وأما ما يقوله عند وصوله المقابر فهو: السلام عليكم دار قوم مؤمنين ورحمة الله وبركاته، ويدعو لهم بالمغفرة ونحوها. وسيأتي حديث مسلم في ذلك قريباً وأما قراءة القرآن ونحوها عند القبر فسيأتي الكلام فيها قريباً.