[رح]25 ــــ وعنْ بلال بن الحارثِ رضي اللَّهُ عنهُ "أَنَّ رسولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أَخَذَ من المعادنِ القَبَلية الصَّدقة" رواهُ أَبو داود.
 

(وعن بلال بن الحارث رضي الله عنه) هو المزني وفد على رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم سنة خمس وسكن المدينة وكان أحد من يحمل ألوية مزينة يوم الفتح روى عنه ابنه الحارث مات سنة ستين وله ثمانون سنة (أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أخذ من المعادن القَبَلية) بفتح القاف وفتح الموحدة وكسر اللام وياء مشددة مفتوحة وهو موضع بناحية الفرع (الصدقة. رواه أبو داود) وفي الموطأ عن ربيعة عن غير واحد من علمائهم أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أقطع بلال بن الحرث المعادن القبلية وأخذ منها الزكاة دون الخمس.
قال الشافعي بعد أن روى حديث مالك: ليس هذا مما يثبته أهل الحديث ولم يكن فيه رواية عن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إلا إقطاعه، وأما الزكاة في المعادن دون الخمس فليست مروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال البيهقي: هو كما قال الشافعي في رواية مالك.

والحديث يدل على وجوب الصدقة في المعادن ويحتمل أنه أريد بها الخمس وذهب غيرهم إلى الثاني وهو وجوب الخمس لقوله: "وفي الركاز الخمس" وإن كان فيه احتمال كما سلف.