[رح9] ــــ وعن ابن عُمَر رضي الله عنْهُما قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "ما يزال الرَّجُلُ يَسْأَلُ النّاسَ حتى يأتيَ يوْمَ القيامة وليس في وجهِهِ مُزْعَةُ لَحْم" متفقٌ عليه.
 

(وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "ما يزال الرجل) والمرأة (يسأل الناس) أموالهم (حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة) بضم الميم وسكون الزاى فعين مهملة (لحم" متفق عليه).
الحديث دليل على قبح كثرة السؤال، وأن كل مسألة تذهب من وجهه قطعة لحم حتى لا يبقى فيه شيء لقوله ما يزال.
ولفظ الناس عام مخصوص بالسلطان كما يأتي.
والحديث مطلق في قبح السؤال مطلقاً وقيده البخاري بمن يسأل تكثراً كما يأتي يعني من سأل وهو غني فإنه ترجم له: بباب من سأل الناس تكثراً، لا من سأل لحاجة فإنه يباح له ذلك ويأتي قريباً بيان الغني الذي يمنع من السؤال.
قال الخطابي: معنى قوله "وليس في وجهه لحم": يحتمل أن يكون المراد به يأتي ساقطاً لا قدر له ولا جاه، أو يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه عقوبة له في موضع الجناية لكونه أذل وجهه بالسؤال، أو أنه يبعث ووجهه عظم ليكون ذلك شعاره الذي يعرف به.
ويؤيد الأول ما أخرجه الطبراني والبزار من حديث مسعود بن عمرو مرفوعاً "لا يزال العبد يسأل وهو غنيٌ حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه" وفيه أقوال أخر.