[رح5] ــــ وعنْ جُبيرِ بن مُطْعِمٍ رضي الله عنه قالَ: مشيتُ أنا وعثمان بنُ عفانَ إلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقُلنْا: يا رسول الله أَعطَيْت بَني المطلب من خُمُس خَيْبر وتركتنا ونحن وهُمْ بمنزلةٍ واحدةٍ؟ فقال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إنّما بنُو المطلب وبنُو هاشمٍ شيءٌ واحدٌ" رواهُ البخاري.
 

(وعن جُبَير) بضم الجيم وفتح الباء الموحدة وسكون الياء التحتية (ابن مُطْعِم رضي الله عنه) بضم الميم وسكون الطاء وكسر العين المهملة، بن نوفل بن عبد مناف القرشي أسلم قبل الفتح ونزل المدينة ومات بها سنة أربع وخمسين وقيل غير ذلك (قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقلنا: يا رسول الله أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن وهم بمنزلة واحدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّمَا بُنو الْمُطلبِ وبُنو هَاشِمٍ") المراد ببني هاشم آل علي آل جعفر وآل عقيل وآل العباس وآل الحارث ولم يدخل آل أبي لهب في ذلك لأنه لم يسلم منهم في عصره صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أحد، وقيل بل أسلم منهم عتبة ومعتب ابنا أبي لهب وثبتا معه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم في خيبر (شَيْءٌ واحِد" رواه البخار).
الحديث دليل على أن بني المطلب يشاركون بني هاشم في سهم ذوي القربي وتحريم الزكاة أيضاً دون من عداهم وإن كانوا في النسب سواء وعلله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم باستمرارهم على الموالاة كما في لفظ آخر تعليله "بأنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام" فصاروا كالشيء الواحد في الأحكام وهو دليل واضح في ذلك وذهب إليه الشافعي.
وخالفه الجمهور وقالوا: إنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أعطاهم على جهة التفضل لا الاستحقاق وهو خلاف الظاهر بل قوله "شيء واحد" دليل على أنهم يشاركونهم في استحقاق الخمس وتحريم الزكاة.
واعلم أن بني المطلب هم أولاد المطلب بن عبد مناف.
وجبير بن مطعم من أولاد نوفل بن عبد مناف، وعثمان من أولاد عبد شمس بن عبد مناف، فبنو المطلب وبنو عبد شمس وبنو نوفل أولاد عم في درجة واحدة، فلذا قال عثمان وجبير بن مطعم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنهم وبني المطلب بمنزلة واحدة لأن الكل أبناء عم.