[رح8] ــــ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رجالاً من أصحاب النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أُرُوا ليْلة الْقدرِ في المنام في السّبع الأواخر، فقال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أُرَى رُؤياكُمْ قدْ تواطأَتْ في السبّع الأواخِر فَمَنْ كانَ مُتَحَرِّيها فَلْيَتَحَرَّهَا في السّبْع الأواخرِ" مُتّفقٌ عليه.
 

(وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم) قال المصنف: لم أقف على تسمية أحد من هؤلاء وقوله: (أُرُوا) بضم الهمزة على البناء للمجهول (ليلة القدر في المنام) أي قيل لهم في المنام هي في السبعِ الأوَاخر، فقال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أرى بضم الهمزة أي ظن (رؤياكم قدْ تواطأَت) أي توافقت لفظاً ومعنى" (في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر: متفق عليه) وأخرج مسلم من حديث ابن عمر مرفوعاً "التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي" وأخرج أحمد: "رأى رجل أن ليلة القدر سبع وعشرين أو كذا وكذا" قال النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "التمسوها في العشر البواقي في الوتر منها" وروى أحمد من حديث عليّ مرفوعاً "إن غلبتم فلا تغلبوا على السبع البواقي" وجمع بين الروايات بأن العشر للاحتياط منها وكذلك السبع والتسع لأن ذلك هو المظنة وهو أقصى ما يظنّ فيه الإدراك.
وفي الحديث دليل على عظم شأن الرؤيا وجواز الاستناد إليها في الأمور الوجودية بشرط أن لا تخالف القواعد الشرعية.