ـ وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 

(وعن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن) هي عصا محنية الرأس، (معه ويقبل المحجن. رواه مسلم) ، وأخرج الترمذي وغيره وحسنه من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "يأتي هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق"، وروي الأزرقي بإسناد صحيح من حديث ابن عباس، قال: "إن هذا الركن يمين الله عَزَّ وجَلَّ في الأرض يصافح بها خلقه، والذي نفس ابن عباس بيده ما من امرىء مسلم يسأل الله عنده شيئاً إلا أعطاه إياه".
وحديث أبي الطفيل دال أنه يجزىء عن استلامه باليد استلامه بآلة ويقبل الآلة كالمحجن والعصا، وكذلك إذا استلمه بيده قبل يده، فقد روى الشافعي: "أنه قال ابن حريج لعطاء هل رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا استلموا قبلوا أيديهم قال: نعم رأيت جابر بن عبد الله وابن عمر وأبا سعيد وأبا هريرة إذا استملوا قبلوا أيديهم"، فإن لم يمكن استلامه لأجل الزحمة قام حياله ورفع يده وكبر لما روي "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعفاء إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكير" رواه أحمد والأزرقي، وإذا أشار بيده فلا يقبلها لأنه لا يقبل إلا الحجر أو ما مس الحجر.