وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رَضي اللَّهُ عَنْهُما قالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم الرَّاشي والمُرْتَشيَ" رَوَاهُ أَبُو داوُدَ وَالتِّرْمذيُّ وَصَحّحَهُ.
 

(وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم الراشي والمرتشي" رواه أبو داود والترمذي وصححه).
ورواه أحمد في القضاء وابن ماجه في الأحكام والطبراني في الصغير وقال الهيثمي رجاله ثقات.
وذكر المصنف هذا الحديث في أبواب الربا لأنه أفاد لعن من ذكر لأجل أخذ المال الذي يشبه الربا كذلك أخذ الربا، وقد تقدم لعن آخذه أول الباب.
وحقيقة اللعن البعد عن مظان الرحمة ومواطنها وقد ثبت اللعن عنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم لأصناف كثيرة تزيد على العشرين وفيه دلالة على جواز لعن العصاة من أهل القبلة.
وأما حديث "المؤمن ليس باللعان" فالمراد به لعن من لا يستحق ممن لم يلعنه الله ولا رسوله أو ليس بالكثير اللعن كما تفيده صيغة فعال.
والراشي هو الذي يبذل المال ليتوصل به إلى الباطل مأخوذ من الرشاء وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء في البئر فعلى هذا بذل المال للتوصل إلى الحق لا يكون رشوة.
والمرتشي آخذ الرشوة وهو الحاكم.
واستحقا اللعنة جميعاً لتوصل الراشي بماله إلى الباطل والمرتشي للحكم بغير الحق.
وفي حديث ثوبان زيادة "والرائش" وهو الذي يمشي بينهما.