وَعَنْ عامر بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبيهِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّ رَسولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قالَ: "أَعْلِنُوا النِّكاحَ" رَوَاهُ أَحْمدُ وصَحّحَهُ الحاكِمُ.
 

(وعن عامر بن عبد الله بن الزبير) عامر تابعي سمع أباه وغيره مات سنة أربع وعشرين ومائة (عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "أَعْلِنُوا النِّكَاحَ" رواه أحمد وصححه الحاكم).
وفي الباب عن عائشة: "أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال" أي الدف أخرجه الترمذي وفي رواته[تض] عيسى بن ميمون[/تض] ضعيف كما قاله الترمذي وأخرجه ابن ماجه والبيهقي وفي إسناده خالد بن إياس منكر الحديث.
قال أحمد: وأخرج الترمذي أيضاً من حديث عائشة وقال حسن غريب: "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف وليولم أحدكم ولو بشاة فإذا خطب أحدكم امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمها لا يغرها".
دلت الأحاديث على الأمر بإعلان النكاح والإعلان خلاف الإسرار.
وعلى الأمر بضرب الغربال وفسره بالدف والأحاديث فيه واسعة وإن كان في كل منها مقال إلا أنها يعضد بعضها بعضاً ويدل على شرعية ضرب الدف لأنه أبلغ في الإعلان من عدمه.
وظاهر الأمر الوجوب ولعله لا قائل به فيكون مسنوناً ولكن بشرط أن لا يصحبه محرم من التغني بصوت رخيم من امرأة أجنبية بِشِعْرٍ فيه مَدْحِ القدود والخدود بل ينظر الأسلوب العربي الذي كان في عصره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فهو المأمور به.
وأما ما أحدثه الناس من بعد ذلك فهو غير المأمور به ولا كلام في أنه في هذه الأعصار يقترن بمحرمات كثيرة فيحرم لذلك لا لنفسه.

الموضوع السابق


وَعَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السّاعديِّ رضيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَة إلى رسولِ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فَقَالتْ: يا رسولَ اللَّهِ جِئْتُ أَهَبُ لكَ نَفْسي، فَنَظَرَ إلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فَصَعّدَ النّظَر فيها وَصَوَّبَهُ ثمَّ طأطأَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم رأسَهُ فَلَمّا رَأَتِ المرأَةُ أَنّهُ لَمْ يَقْضِ فِيها شيئاً جَلَسَتْ، فَقَامَ رجلٌ مِنْ أَصحابِه فَقَالَ: يا رَسُولَ الله إنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ بها حَاجَةٌ فَزَوّجْنِيها فَقَالَ: "فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شيءٍ؟" فَقَالَ: لا واللَّهِ يَا رسول اللَّهِ، فَقالَ: "اذْهَبْ إلى أَهْلِكَ فانْظُرْ هَلْ تجدُ شَيْئاً؟" فَذَهَبَ ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ لا واللَّهِ ما وَجَدْتُ شيْئاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "انْظرْ وَلَوْ خَاتماً مِنْ حديد" فَذَهَبَ ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لا واللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ولا خَاتَماً مِنْ حَديد، ولكنْ هذا إزاري ــــ قالَ سَهْلٌ: مالهُ رداءٌ ــــ فَلَهَا نِصْفُهُ، فَقَال رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "مَا تَصْنَعُ بإزَاركَ؟ إنْ لَبِسْتَهُ لمْ يكُنْ عليها مِنْهُ شيءٌ وإنْ لَبِسَتْهُ لمْ يَكُنْ عَلَيْك مِنْهُ شيءٌ" فَجَلَسَ الرَّجُلُ حتى إذا طَالَ مَجْلِسُهُ قَامَ، فَرآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم مُوَلِّياً فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَما جَاءَ قَالَ: "ماذا مَعَكَ مِنَ القُرْآن؟" قَالَ مَعِي سُورةُ كذَا وَسُورَةُ كَذا عَدَّدَهَا، فَقَالَ: "تَقْرَؤهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟" قالَ: نعمْ، قال: "اذهبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بما مَعَكَ مِنَ القُرْآن" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ واللّفْظُ لمُسْلمٍ، وفي روايةٍ قَالَ لَهُ: انْطَلِقْ فَقَدْ زَوَّجْتُكها فَعَلِّمْها مِنَ القُرْآن" وفي رواية للبخاريِّ: "أَمكَنّاكَهَا بمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ" ولأبي داودَ عَنْ أَبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَا تحْفَظُ؟" قَالَ: سُورةَ البَقَرَة والتي تليها،قَالَ: "قُمْ فَعَلِّمْهَا عِشْرينَ آيَةً".