وَعَنْ صَفِيّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ رضي اللَّهُ عنها قالَتْ: "أَوْلَمْ النّبيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم عَلى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِير" أَخْرَجَهُ الْبُخَاريُّ.
 

(وعن صفية بنت شيبة) أي ابن عثمان بن أبي طلحة الحجبي من بني عبد الدار قيل: إنها رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقيل: إنها لم تره. وجزم ابن سعد بأنها تابعية (قالت: أَوْلَمَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على بَعْضِ نِسائِهِ بمدّين من شعير. أخرجه البخاري).
قال المصنف: لم أقف على تعيين اسمها يعني بعض نسائه المذكورة هنا قال: وفي الباب أحاديث تدل على أنها أم سلمة.
وقيل: إنها وليمة عليّ بفاطمة رضي الله عنها وأراد ببعض نسائه من تنسب إليه من النساء في الجملة وإن كان خلاف المتبادر إلا أنه يدل له ما أخرجه الطبراني من حديث أسماء بنت عميس قالت: لقد أولَم عليّ بفاطمة فما كان وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهودي بشطر شعير ولعله المراد بمدّين من شعير لأن المدّين نصف صاع فكأنه قال شطر صاع فينطبق على القصة التي في الباب ويكون نسبة الوليمة إلى رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم مجازية إما لكونه الذي وفى اليهودي من شعيره أو لغير ذلك.
قلت: ولا يخفى أنه تكلف ولا مانع أن يولم صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بمدّين ويولم عليٌّ أيضاً بمدين والمذكور في الباب وليمته صلى الله عليه وآله وسلم.