وعَنْ ابنِ مَسْعودٍ رضي الله عنهُ قال: سألتُ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: أَي الذَّنبِ أَعْظمُ؟ قالَ: "أَنْ تجعَل لله نداً وهوَ خَلَقَك" قُلْتُ: ثمَّ أَيٌّ؟ قال: "أَن تقتل ولدك خشية أن يأكُلَ مَعَك" قُلْتُ: ثمَّ أَيٌّ؟ قالَ: "أَن تُزاني بحليلة جارك" مُتفق عليه.
 

(وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أي الذنب أعظم؟ قال: "أَن تجعل لله نداً) هو الشبه ويقال له: ند ونديد (وهو خَلَقَك" قلت: ثم أي؟ قال: "أَنْ تقتل ولدك خشْيَة أَنْ يأكُل مَعَك" قلت: ثم أي؟ قال: "أَنْ تُزَاني بحَليلةِ) بفتح الحاء المهملة الزوجة (جارك" متفق عليه).
قال تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً} وقال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} والآية الأخرى: {خشية إملاق} وقوله: "أن تزاني بحليلة جارك" أي بزوجته التي تحل له وعبر بتزاني لأن معناه تزني بها برضاها. وفيه فاحشة الزنا وإفساد المرأة على زوجها واستمالة قلبها إلى غيره، وكل ذلك فاحشة عظيمة. وكونها حليلة الجار أعظم، لأن الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه ويأمن بوائقه ويركن إليه، وقد أمر الله تعالى برعاية حقه والإحسان إليه، فإذا قابل هذا بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن منه غيره كان غاية في القبح.
والحديث دليل أن أعظم المعاصي الشرك ثم القتل بغير حق وعليه نص الشافعي، ثم تختلف الكبائر باختلاف مفاسدها الناشئة عنها.