وعنْ سهْل بن سَعْدٍ رضي اللّهَ عنهُ قالَ: جاءَ رجُلٌ إلى النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقال: يا رسولَ اللّهِ دلّني على عملٍ إذا عملْتُهُ أحبّني اللّهُ وأَحبّني النّاس؟ فقال: "ازهد في الدنيا يحبّكَ الله، وازهدْ فيما عنْد النّاس يحبّكَ النّاسُ" رواهُ ابنُ ماجهُ وغيرُهُ وسنَدُهُ حسنٌ.
 

فيه خالد بن عمرو القرشي مجمع على تركه، ونسب إلى الوضع، فلا يصح قول الحاكم إنه صحيح. وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث مجاهد عن أنس برجال ثقات إلا أنه لم يثبت سماع مجاهد من أنس وقد روي مرسلاً، وقد حسن النووي الحديث كأنه لشواهده.
والحديث دليل على شرف الزهد وفضله وأنه يكون سبباً لمحبة الله لعبده ولمحبة الناس له، لأن من زهد فيما هو عند العباد أحبوه، لأنه جبلت الطبائع استثقال من أنزل بالمخلوقين حاجاته وطمع فيما في أيديهم.
وفيه لا بأس بطلب محبة العباد، والسعي فيما يكسب ذلك، بل هو مندوب إليه أو واجب كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا" وأرشد صلى الله عليه وآله وسلم إلى إفشاء السلام فإنه من جوالب المحبة وإلى التهادي ونحو ذلك.