وعنْ سعْد بن أَبي وقّاص رضي اللّهُ عنهُ قال: سمعتُ رسولَ اللّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقولُ: "إن الله يحبُّ العبدَ التّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ" أَخرجهُ مُسلمٌ.
 

فسر العلماء محبة الله لعبده بأنها إرادته الخير له وهدايته ورحمته، ونقيض ذلك بغض الله له. والتقي: هو الآتي بما يجب عليه المجتنب لما يحرم عليه. والغني: هو غني النفس، فإنه الغني المحبوب قال صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "ليس الغني بكثرة العرض ولكن الغني غني النفس" وأشار عياض إلى أن المراد به غني المال وهو محتمل.
والخفي: ــــ بالخاء المعجمة والفاء ــــ أي الخامل المنقطع إلى عبادة الله والاشتغال بأمور نفسه، وضبطه بعض رواة مسلم بالحاء المهملة، ذكره القاضي عياض، والمراد به الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء. وفيه دليل على تفضيل الاعتزال وترك الاختلاط بالناس.