وعنْ أَبي ذرَ رضي اللّهُ عنْهُ عن النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فيما يرويه عنْ رَبّه قال: "يا عبادي إني حرَّمتُ الظلْمَ على نفسي وجعلتُهُ بينكمْ محرَّماً فلا تظالموا" أَخرجهُ مُسلمٌ.
 

(وعن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فيما يرويه عن ربه) من الأحاديث القدسية (قال:) الرب تبارك وتعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي) وأخبرنا بأنه لا يفعله في كتابه بقوله: {وما ربك بظلاّم للعبيد} (وجَعَلْته بينكم محرَّماً فلا تظالموا" أخرجه مسلم).
التحريم لغة: المنع عن الشيء، وشرعاً: ما يستحق فاعله العقاب، وهذا غير صحيح إرادته في حقه تعالى بل المراد به أنه تعالى منزه متقدّس عن الظلم. وأطلق عليه لفظ التحريم لمشابهته الممنوع بجامع عدم الشيء، والظلم مستحيل في حقه تعالى لأن الظلم في عرف اللغة التصرف في غير الملك أو مجاوزة الحدّ وكلاهما محال في حقه تعالى، لأنه المالك للعالم كله المتصرف بسلطانه في دقه وجله.
وقوله: "فلا تظالموا" تأكيد لقوله: "وجعلته بينكم محرّماً". والظلم قبيح عقلاً أقرّه الشارع وزاده قبحاً وتوعد عليه بالعذاب {وقد خاب من حمل ظلماً} وغيرها.