وعَنْ ابن مَسْعودٍ رضي اللّهُ عنهُ قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إنَّ ممّا أَدركَ النّاسُ منْ كلام النُّبُوَّةِ الأولى: إذا لمْ تَسْتح فاصنع ما شئتَ" أَخرجهُ البخاري.
 

لفظ "الأولى" ليس في البخاري بل في سنن أبي داود، ووقع في حديث أبي حذيفة "إن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوّة الأولى إلى آخره" أخرجه أحمد والبزار، والمراد من كلام النبوّة الأولى ما اتفق عليه الأنبياء ولم ينسخ كما نسخت شرائعهم، لأنه أمر أطبقت عليه العقول.
وفي قوله: "فاصنع ما شئت" قولان: الأول أنه بمعنى الخبر أي صنعت ما شئت، وعبر عنه بلفظ الأمر للإشارة إلى أن الذي يكف الإنسان عن مدافعة الشر هو الحياء، فإذا تركه توفرت دواعيه على مواقعة الشر حتى كأنه مأمور به، أو الأمر فيه للتهديد أي اصنع ما شئت فإن الله مجازيك على ذلك. الثاني، أن المراد انظر إلى ما تريد فعله فإن كان مما لا يستحى منه فافعله وإن كان مما يستحى منه فدعه ولا تبالي بالخلق.