وعَنْ أَبي موسى الأشْعري رضي اللّهُ عنهُ قالَ: قالَ لي رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "يا عبْد الله بن قَيْس ألا أَدُلُّكَ على كنْز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوَّةَ إلا بالله" مُتّفقٌ عَليه، زاد النسائي "ولا ملْجأ من الله إلا إليْه".
 

أي أن ثوابها مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموال العباد، فالمراد مكنون ثوابها عند الله لكم، وذلك لأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله واعتراف الإذعان له وأنه لا صانع غيره ولا رادّ لأمره، وأن العبد لا يملك شيئاً من الأمر.
والحول: الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله، وروي تفسيرها مرفوعاً "أي لا حول عن المعاصي إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله، ثم قال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: كذلك أخبرني جبريل عن الله تبارك وتعالى".
وقوله: (ولا ملجأ) مأخوذ من لجأ إليه وهو ــــ بفتح الهمزة ــــ يقال لجأت إليه والتجأت إذا استندت إليه واعتضدت به أي لا مستند من الله ولا مهرب عن قضائه إلا إليه.