وعن النُّعمان بن بشير رضي اللّهُ عَنْهُما عن النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "إن الدعاءَ هُوَ العبادةُ" رواهُ الأربعةُ وصحّحهُ التِّرمذيُّ.
 

ويدل له قوله تعالى: {ادعوني استجب لكم} ثم قال: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} وتقدّم الكلام عليه.
ولهُ من حديث أَنس مرفوعاً بلفظ "الدعاءُ مُخُّ العبادة".
(وله) أي الترمذي (من حديث أنس مرفوعاً بلفظ "الدعاءُ مُخُّ العبادة).
أي خالصها لأن مخ الشيء خالصه، وإنما كان مخها لأمرين: الأول: أنه امتثال لأمر الله حيث قال: (ادْعُونِي) الثاني: أن الداعي إذا علم أن نجاح الأمور من الله انقطع عما سواه وأفرده بطلب الحاجات وإنزال الفاقات، وهذا هو مراد الله من العبادة.
ولهُ منْ حديث أبي هُريرة رضي الله عنه رفعهُ "لَيس شيءٌ أَكْرمَ على الله من الدعاء" وصحّحهُ ابنُ حبّانَ والحاكمُ.
(وله) أي الترمذي (عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه "ليس شيءٌ أكرمَ على الله منَ الدعاء") وصححه ابن حبان والحاكم.
وعَنْ أَنَس رضي الله عَنْهُ قالَ: قالَ رسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "الدُّعَاءُ بَيْن الأذان والإقامة لا يُرَدُّ" أَخْرجهُ النسائي وغيرهُ وصحّحهُ ابنُ حبان وغيرهُ.
تقدم الحديث بلفظ آخر في باب الأذان، وتقدم الكلام عليه، ويتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة لحديث الترمذي عن أبي أمامة قلت: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل وأدبار الصلوات المكتوبة".
وأما هذه الهيئة التي يفعلها الناس في الدعاء بعد السلام من الصلاة بأن يبقى الإمام مستقبل القبلة والمؤتمون خلفه يدعو ويدعون، فقال ابن القيم: لم يكن من ذلك هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا روي عنه في حديث صحيح ولا حسن. وقد وردت أحاديث في الدعاء بعد الصلاة معروفة وورد التسبيح والتحميد والتكبير كما سلف في الأذكار.