وعَنْ سَلْمان رضي اللّهُ عنْهُ قالَ: قالَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إنَّ رَبّكُمْ حَيــيٌّ كريمٌ يَسْتَحي من عبده إذا رفعَ إلَيْه يَديْه أَنْ يرُدَّهُما صفْراً" أَخرجَهُ الأربعةُ إلا النسائي وصحّحهُ الحاكمُ.
 

(وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: إنَّ ربّكمْ حَيــيٌّ) بزنة نسي وحشي (كريم يَسْتَحي مِنْ عَبْدهِ إذا رفَعَ يَديْهِ إليهِ أَنْ يَرُدَّهُما صِفْراً" أخرجه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم).
وصفه تعالى بالحياء يحمل على ما يليق به كسائر صفاته نؤمن بها ولا نكيفها ولا يقال: إنه مجاز وتطلب له العلاقات، هذا مذهب أئمة الحديث والصحابة وغيرهم "وصفراً" بكسر الصاد وسكون الفاء أي خالية.
وفي الحديث دلالة على استحباب رفع اليدين في الدعاء، والأحاديث فيه كثيرة. وأما حديث أنس "لم يكن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء" فالمراد به المبالغة في الرفع وأنه لم يقع إلا في الاستسقاء. وأحاديث رفعه صلى الله عليه وآله وسلم يديه في الدعاء أفردها الحافظ المنذري في جزء. وأخرج أبو داود وغيره من حديث ابن عباس "المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك، والاستسقاء أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعاً" وهو موقوف، وأما مسح اليدين بعد الدعاء فورد في الحديث الآتي:وعَنْ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ قالَ: "كان رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا مدَّ يديه في الدُّعاءِ لمْ يردّهُما حتى يمسَحَ بهما وَجْهَهُ" أَخْرجَهُ الترمذيُّ، ولَهُ شواهدُ منْها حديثُ ابن عباس عنْد أَبي داود وغيره ومجموعُها يقضي بأنهُ حديثٌ حسنٌ.