[رح19] ــــ وعن ابن عُمرَ رضي الله عَنْهُما قال: "لم يكُنْ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يَدَعُ هؤلاءِ الكلمات حين يمسي وحينَ يُصْبحُ: اللهُمَّ إني أَسأَلكَ العَافيةَ في ديني ودنياي وأَهْلي ومالي، اللهمَّ اسْترْ عوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي واحْفظني منْ بين يديَّ ومن خَلْفي، وعن يميني وعن شمالي، ومنْ فوْقي، وَأَعوذُ بعظمتك أن أُغتالَ منْ تَحْتي" أَخرجهُ النسائيُّ وابنُ مَاجَهْ وصحّحهُ الحاكمُ.
 

العافية في الدين: السلامة من المعاصي والابتداع، وترك ما يجب، والتساهل في الطاعات، وفي الدنيا: السلامة من شرورها ومصائبها، وفي الأهل: السلامة من سوء العشرة والأمراض والأسقام وشغلهم بطلب التوسع في الحطام، وفي المال: السلامة من الآفات التي تحدث فيه، وستر العورات: عام لعورة البدن والدين والأهل والدنيا والآخرة، وتأمين الروعات كذلك، والروعات: جمع روعة وهي الفزع.
وسأل الله الحفظ له من جميع الجهات، لأن العبد بين أعدائه من شياطين الإنس والجن، كالشاة بين الذئاب إذا لم يكن له حافظ من الله فما له من قوّة، وخص الاستعاذة بالعظمة عن الاغتيال من تحته لأن اغتيال الشيء أخذه خفية هو أن يخسف به الأرض، كما صنع تعالى بقارون، أو بالغرق كما صنع بفرعون، فالكل اغتيال من التحت.
وعنْ ابن عُمَر رضي الله عَنْهُما قالَ: كانَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقولُ: "اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ منْ زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفجأة نقمتكَ وجميع سخطك" أَخرجهُ مُسلمٌ.
الفجأة: بفتح الفاء وسكون الجيم مقصور وبضم الفاء وفتح الجيم والمد وهي: البغتة، وزوال النعمة لا يكون منه تعالى إلا بذنب يصيبه العبد فالاستعاذة من الذنب في الحقيقة، كأنه قال: نعوذ بك من سيئات أعمالنا وهو تعليم للعباد، وتحول العافية: انتقالها، ولا يكون إلا بحصول ضدها وهو المرض.