وعَنْ أَنس رضي اللّهُ عنهُ قالَ: كانَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يقولُ: "اللهُمَّ انفعني بما عَلّمْتني وعلمْني ما ينْفعني وارزقني علْماً يَنْفَعُني" رواهُ النسائيُّ والحاكمُ.
 

وللترمذيِّ منْ حديث أَبي هريرة نحوُهُ، وقالَ في آخره: "وزدني علماً، الحمد لله على كُلِّ حال، وأَعوذُ بالله منْ حال أهْل النّار" وإسنادهُ حَسَنٌ.
فيه أنه لا يطلب من العلم إلا النافع، والنافع: ما يتعلق بأمر الدين والدنيا في ما يعود فيها على نفع الدين وإلا فما عدا هذا العلم فإنه ممن قال الله فيه: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} أي في أمر الدين فإنه نفي النفع عن علم السحر لعدم نفعه في الآخرة بل لأنه ضارّ فيها، وقد ينفعهم في الدنيا لكنه لم يعده نفعاً.
وعَنْ عائشةَ رضي اللّهُ عنها أَنَّ النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم عَلّمها هذا الدعاءَ: "اللهمَّ إني أَسأَلكَ من الخير كلِّه عاجله وآجله ما علمتُ منهُ وما لم أَعلمْ، وأعوذُ بكَ من الشرِّ كُلِّه عاجله وآجله ما عَلمْتُ منهُ وما لم أَعلمْ، اللهمَّ إني أَسْأَلكَ منْ خير ما سأَلكَ عَبْدكَ ونبيّكَ، وأَعوذُ بكَ منْ شرِّ ما عاذَ به عَبْدُكَ ونبيّكَ، اللهُمَّ إني أَسأَلكَ الجنّةَ وما قرَّبَ إليها منْ قَوْل أَو عمل، وأَعوذُ بك من النّار وما قرَّبَ إليها منْ قول أَو عمل، وأَسْأَلكَ أَنْ تجْعلَ كُلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيْراً" أَخرَجَهُ ابنُ ماجَهْ وصّححهُ ابنُ حبّان والحاكمُ.
الحديث تضمن الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، والاستعاذة من شرهما وسؤال الجنة وأعمالها، وسؤال أن يجعل الله كل قضاء خيراً، وكأن المراد سؤال اعتقاد العبد أن كل ما أصابه خير، وإلا فإن كل قضاء قضى به خير وإن رآه العبد شراً في الصورة. وفيه أنه ينبغي للعبد تعليم أهله أحسن الأدعية لأن كل خير ينالونه فهو له، وكل شر يصيبهم فهو مضرة عليه.