فصل في اسلام عبد الله بن سلام
 
قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن زرارة عن عبد الله بن سلام قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس فكنت فيمن انجفل فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته يقول افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ورواه الترمذي وابن ماجه من طرق عن عوف الاعرابي عن زرارة ابن أبي أوفى به عنه وقال الترمذي صحيح ومقتضى هذا السياق يقتضي أنه سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه أول قدومه حين اناخ بقباء في بني عمرو بن عوف وتقدم في رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس أنه اجتمع به حين أناخ عند دار أبي أيوب عند ارتحاله من قباء إلى دار بني النجار كما تقدم فلعله رآه أول ما رآه بقباء واجتمع به بعد ما صار إلى دار بني النجار والله أعلم وفي سياق البخاري من طريق عبد العزيز عن أنس قال فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود اني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن اعلمهم فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أني قد اسلمت فانهم إن يعلموا أني قد اسلمت قالوا في ما ليس في فارسل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهود فدخلوا عليه فقال لهم يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فاسلموا قالوا ما نعلمه قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قالها ثلاث مرات قال فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالو ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاش لله ما كان ليسلم قال يا ابن سلام اخرج عليهم فخرج فقال يا معشر يهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق فقالوا كذبت فاخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لفظه وفي رواية فلما خرج عليهم شهد شهادة
الحق قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه فقال يا رسول الله هذا الذي كنت أخاف وقال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا الاصم حدثنا محمد بن اسحاق الصنعاني ثنا عبد الله بن ابي بكر ثنا حميد عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أرض له فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أسائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني بهن جبريل آنفا قال جبريل قال نعم قال عدو اليهود من الملائكة ثم قرأ من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله قال أما أول أشراط الساعة فنار تخرج على الناس من المشرق تسوقهم إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الولد فاذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وأنهم إن يعلموا باسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني فجاءت اليهود فقال أي رجل عبد الله فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا قال ارأيتم إن أسلم قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله ورواه البخاري عن عبد بن منير عن عبد الله بن ابي بكر به ورواه عن حامد بن عمر عن بشر بن المفضل عن حميد به
قال محمد بن اسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن اسلام قال كان من حديث عبد الله بن سلام حين أسلم وكان حبرا عالما قال لما سمعت برسول الله وعرفت صفته واسمه وهيئته و زمانه الذي كنا نتوكف له فكنت بقباء مسرا بذلك صامتا عليه حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما قدم نزل بقباء في بني عمرو بن عوف فاقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت فقالت عمتى حين سمعت تكبيرى و كنت سمعت بموسى بن عمران مازدت قال قلت لها أي عمه والله هو أخو موسى بن عمران وعلى دينه بعث بما بعث به قال فقالت له يا ابن أخي أهو الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة قال قلت لها نعم قالت فذاك إذا قال فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ثم رجعت إلى أهل
وأصحابه بمكة من الاجتماع حتى يقيموا بها جمعة ذات خطبة واعلان بموعظة وما ذاك إلا لشدة مخالفة المشركين له وأذيتهم إياه