خبر يهود بني قينقاع في المدينة
 

وقد زعم الواقدي انها كانت في يوم السبت النصف من شوال سنة ثنتين من الهجرة فالله أعلم وهم المرادون بقوله تعالى كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم قال ابن اسحاق وقد كان فيما بين ذلك من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بني قينقاع قال وكان من حديثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم في سوقهم ثم قال يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فانكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله اليكم فقالوا يا محمد انك ترى انا قومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس قال ابن اسحاق فحدثني مولى لزيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزلت هؤلاء الآيات الا فيهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا يعني أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ان بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا العهد وحاربوا فيما بين بدر وأحد قال ابن هشام فذكر عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبي عون قال كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بحلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست الى صائغ هناك منهم فجعلوا
يريدونها على كشف وجهها فأبت قعمد الصائغ الى طرف ثوبها فعقده الى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع قال ابن اسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام اليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج قال فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه قال فأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام وكان يقال لها ذات الفضول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه طللا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر وثلثمائة دراع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة اني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك قال ابن هشام واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاصرته اياهم ابا لبابة بشير بن عبد المنذر وكانت محاصرته اياهم خمس عشرة ليلة قال ابن اسحاق وحدثني أبي عن عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بني عوف له من حلفهم مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي فخلعهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ الى الله والى رسوله من حلفهم وقال يا رسول الله أتولى الله ورسوله والمؤمنين وابرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم قال وفيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآيات من المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض الآيت حتى قوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة يعني عبد الله ابن أبي الى قوله ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون يعني عبادة بن الصامت وقد تكلمنا على ذلك في التفسير

الموضوع التالي


سرية زيد بن حارثة

الموضوع السابق


غزوة الفرع من بحران