ما هو الحافز والعائد على من الالتزام بالزي الإسلامي؟
 

وجواب ذلك أن أكبر فائدة هى أن الالتزام بالمظهر الإسلامي هو فى حد ذاته طاعة لله و عبادة كالصلاة والصيام مفروضة لا خيار فيها , فمن فعلتها فهي طائعة ولها الأجر العظيم عند الله ومن تعرض فهى عاصية لله ولأمر من أهم أوامره ,فأنت بالتزامك بالزي الإسلامي تضعي نفسك فى ركاب الطائعات العابدات لله , وللطاعة نور فى القلب والوجه ومحبة فى قلوب الخلق لأن الله يحب الطائعين ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل, فقال: إنى أحب فلانا فأحببه, فيحبه جبريل, ثم ينادى فى السماء, فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض , وإذا أبغض عبدا دعا جبريل , فيقول: إنى أبغض فلانا , فأبغضه, فيبغضه جبريل, ثم ينادى فى أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فابغضوه, فيبغضه أهل السماء ثم يوضع له البغضاء فى الأرض رواه مسلم ,

وهذا يفسر طهارة القلب والوجه للطائع , فعند النظر إليه يهدأ القلب ويستريح إليه لا لشيء إلا أن طاعته أوجبت حب الله له وحب الله أوجب حب الناس له , وعلى العكس من ذلك إذا نظرتي إلى أحد العصاة تجدي ظلام القلب على وجهه ولا يستريح قلبك إليه لا لشيء إلا لأن معصيته أوجبت له سخط الله وسخط الله أوجب له بغض الخلق له. - وأيضاً نجد الطاعة تساعد على القيام بطاعة أخرى وتكون حاجزاً عن القيام بمعصية , فإن من التزمت بالزي الإسلامي تجديها كثيرة الطاعات ويسهل عليها فعل الخير ويكون التزامها بالزي الإسلامي والمظهر الخارجي فاتحة خير لها لفعل المزيد من الطاعات والعبادات.

- وإذا قامت بمعصية تكون ثقيلة تفكر كثيراً قبلها وإن وقعت فيها فإنها توفق للتوبة أسرع من غيرها وما هذا إلا لأنها محفوظة بحفظ هذه الطاعة , وعلى العكس من ذلك من عصت الله وأظهرت مفاتنها إذا حاولت القيام بطاعة أو عبادة تحسب لها ألف حساب وتكون ثقيلة أما المعصية عندها فهى شئ تافه يسهل خلق ألف عذر وعذر والجدال عشر ساعات , ولا تشعر بألم فى الضمير من جراء هذا الذنب الذى هى لا تشعر أنه ذنب أصلاً وللأسف , وما هذا إلا لأنها عندما تهاونت صار الأمر عندها عادة وألفت عليه فإذا نبهها أحد تشعر وكأن الكلام لا يخصها أصلاً.

- ولكي تضح فائدة الالتزام بالزي الإسلامي نعرض جزء مما تعانيه الغير ملتزمة بالمظهر الإسلامي الصحيح :

- الغفلة والتغافل - عما يدور حولها , فإنها عند خروجها بمظهر يثير الغرائز الفطرية -سواء عن قصد أو غير قصد- فإن من حولها إن كانوا فاسدين فهي تعتبر وسيلة لزيادة إفسادهم -شعرت بذلك أم لم تشعر- أما إن كانوا يتقون الله فوالله لا يرونها إلا عنصراً هداماً فى المجتمع منهم من يسأل الله لها الهداية وكثير منهم من يدعوا عليها موافقة لأمر النبي على الكاسيات العاريات - العنوهن فإنهن الملعونات - ثم تظن جاهلة أنها ما دامت لا تمكن أيدي الرجال من جسدها فهي الشريفة العفيفة و هذا من غفلتها و جهلها ألم تعلم أن العين وسيلة إدراك كما أن اللمس واليد وسيلة إدراك ؟! هذا بالنسبة للرجال , أما نتيجة فعلها على أقرانها من بنات جنسها فهي قدوة لهم وعذر عندهم يحتجون بها حتى يفعلوا مثلها , كما أنها تكثر سواد العاصيات المبارزات لله بالمعاصي المجاهرات بمخالفة أوامره , فهي وإن لم تقل بلسانها فهي تقول بفعلها - وقول الفعل أمضى وأشد تأثيراً من قول اللسان - تقول: - ها أنا ذا أعصى الله فقد أمر بالستر وعدم إظهار المفاتن وأنا لا أرضى بهذا فهلموا إلى من أراد أن ينظر فلينظر من غير مقابل فما تزينت إلا من أجلكم ومن أرادت أن تشابهني فلتفعل فأنا أمامكم من غير مكروه هيا انظروا إلي!!!! - طبعاً هذا الكلام لو سمعته من تبيع نفسها بالمال لقالت والله أنا لا أقول هذا , ونحن لا نكذبك أنت لا تقولينه بلسانك ولكن حالك ومظهرك هو الذى يتكلم بهذا- قصدت أم لم تقصدي شعرتي بذلك أم لم تشعري- ولكن هذا والله هو نتيجة استخفافك بأوامر الله وأنت غافلة , ومع ذلك لك على كل هذا عقوبات ومنها ومن أشدها عدم الشعور بأنك على معصية , فإذا تكلم أحد عن المظهر الإسلامي كأن الأمر لا يعنيك وتشعرين فى قرارة نفسك أن هذا غير موجه لك أنت شخصياً فيؤدى ذلك إلى الإصرار والتمادي فى الزيادة وينتج عن هذا كله العقوبة من الله فى الدنيا , وتبدو وتظهر فى صورة الهم والحزن والغم الغير معلوم سببه - بالنسبة لها كغافلة - ألم تسمعي قول الله تعالى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا طه:124 فهي قد تقوم من النوم صباحاً وهى تشعر بغم وضيق فى الصدر ولا تدرى ما السبب و يزداد عندها الشعور بالخوف من المجهول ولحظات الحسرة والمبالغة فى الانفعالات وعدم تقدير الأمور والإحساس بالاكتئاب و بالملل من كل شئ وعدم الصبر على الوحدة أوالانفراد بالنفس و استثقال سماع القرآن وكلام الصالحين , كل هذا وغيره كثير هو من عقوبات الله على المعاصي وهذه هى بعض العقوبات الدنيوية فما بالك بما فى الآخرة , فالعجب كل العجب أن تقول أنا أشعر بهذا كله ولا أعرف ما هو السبب ؟! ألم تعلمي أنها المعاصي ؟! أما تعلمي أن الله لا يظلم الناس شيئاً ؟! هل كل من أصيب منك بنظرة أصابته حسرة وتمنى يذهب هكذا من غير عقوبة؟! هل من تأست بك وقلدتك لا تحاسبي عليها واحدة واحدة ؟! هل أوامر الله ونواهيه التي لم تجد عندك إلا الجدال والروغان حولها ستذهب هكذا من غير عقوبة؟!

وعلى الخلاف من ذلك تجدي من التزمت بأمر الله والتزمت المظهر الإسلامي الصحيح إذا سارت فى الطريق دعا لها الصالحون وقالوا أكثر الله من أمثالك وبارك فيك لأنك سلمتينا من الفتنة وإيقاظ الغرائز باحتشامك وعدم إلحاحك فى لفت النظر إليك وأدبك ووقارك يا ليت كل الفتيات والنساء مثلك , وإذا رآها الفجرة أعرضوا عنها فهل أبدا رأيت ملتزمة بالزي الإسلامي يضايقها فى الطريق فاسد أو ينظر إليها أحد الدون نظرة تخدش حيائها هل رأيت أحد المنحلين يفترس من هى ملتزمة بالزي الإسلامي بعينه ويقلب نظرة فى معالمها كالمسعور فهذا الفاجر المنحل لا يجرأ على هذا كله فهو على قلة الوازع الديني عنده يقر لها بالاحترام لأنها هى التي أجبرته على ذلك بالتزامها منهج ربها , وكذلك إذا رأتها أخرى وقلدتها وتأست بها فلها أجر من تأست بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء, و من سن فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء صحيح رواه مسلم .

فهي لها على كل حال الأجر العظيم من الله لأنها أطاعته بما أمر به ونهى عنه ولم تجادل ولم تراوغ وإنما قالت يا رب سمعت وأطعت فسلمها الله وحفظها الله وأنار قلبها ووجهها ونتيجة ذلك كله هدوء البال والطمأنينة وعدم الخوف يكفى أنها تشعر أنها من الطائعات لله ومحفوظة من الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - احفظ الله يحفظك - رواه الترمذي فهي حفظته بالوقوف على أوامره ونواهيه وهو سبحانه حفظها فى الدنيا والآخرة .

- وأيضاً من صفات الغير ملتزمة بالمظهر الإسلامي ضعف الشخصية فهي لا تستطيع التفرد بقرار شخصي إيجابي دون الرجوع إلى غيرها فهي تحسب ألف حساب عند خروجها من سيراها ومن سيقابلها وكيف يكون حالها حيال ذلك ,و المصيبة الكبرى لو سارت فى الطريق و لم يلتفت إليها أحد فيضيق صدرها بعكس ما لو التفت الجميع إليها و لو كان بكلام جارح فإنها تشعر براحة و إن أظهرت عكس ذلك فإن همتها تنصب على إعجاب الآخرين بشكلها و انبهارهم بها حتى لو كان الملتفتين إليها السفلة والمنحطين .

- ومن صفاتها أنها تخلط بين - الجراءة - وقلة الحياء وهذا أمر خطير جداً فالمرأة هى مضرب المثل فى الحياء أما ما يبدو من الجرأة فى الملبس والتعامل مع الرجال فهذه جراءة على الله وعلى أحكامه ليست غير ذلك , يقول صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان و الحياء خير كله متفق عليه

- أما - الجدال- فحدث ولا حرج فلا تكاد تقيم لها حجة حتى تجادل فى أخرى وهى لا تعلم أن الشيطان من خلفها لن يمل فى أن يلقنها ما تجادل به حتى تهلك نفسها . - و من صفاتها أيضاً - مخادعة النفس - فهي ترى أنها على خير فهي أفضل من فلانة وفلانة تفعل كذا وكذا, فما تفعله هى فقليل بالنسبة لهؤلاء وأن ما تقوم هى به لا يحتاج إلى توبة أصلاً, ومن المعلوم أن الإنسان لا يكاد ينظر إلى من هو أسوأ منه حالاً حتى يحصله وترى أن ما تقوم به يسير وبسيط لا يستدعى كثير اهتمام فهو شئ تافه يقول الله تعالى - وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم - النور:15 فهذا من أضر الأمراض فإنه فى علم الطب أن الأمراض الخبيثة الفتاكة لا يشعر المريض بأي ألم إلا عندما يستمكن المرض ويتفشى فى سائر البدن نسأل الله العافية, فالألم الحسي إذن نعمة إذ أنه ينبه المريض إلى موقع الألم فيسعى فى مداواته وكذلك الألم المعنوي أى الندم والشعور بالذنب وعظم الخطأ هو أيضاً ينبه ويكون بادرة طيبة للعلاج.

- ومن الأمور الواضحة أيضاً أمر - الهمة - فإن الملتزمة بالزي الإسلامي الصحيح تتمتع بهمة عالية وطموح واقعي وعملي وفى نفس الوقت عظيم, فقدوتها الصحابيات والصالحات من نساء المؤمنين فهي تضع نصب عينها مثلاً الخنساء التي أوصت أبنائها الأربع يوم القادسية فقالت: - أيا بنى إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذى لا إله إلا هو إنكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم وأعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، اصبروا ، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وجللت ناراً على أرواقها فيمموا وطيسها وجا لدوا رسيسها تظفروا بالغنم والكرامة فى دار الخلد والمقامة - فلما علمت بقتلهم قالت: - الحمد لله الذى شرفني بقتلهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم فى مستقر الرحمة - هذه أحد الأمثلة التي تقتدي بها الملتزمة تقتدي بنساء هن أفضل من ألف رجل , وذلك بعكس الأخرى التي همتها لا تعلوا عن موضع قدمها فإن أعظم أمانيها أن تشبه وتحاكى المغنية الفلانية أو الممثلة الفلانية أو تعرف معلومات شخصية عن هذا المطرب أو هذا الممثل وترى أن الأولاد يأتون بعد الزواج على أى شكل ولا يهم أن يكون صالحاً أم يزيد الفاشلين فاشلاً بعكس التي ترجو من تربية ليصلح الله به الأمة وينفع به الإسلام والمسلمين.

- ومن فوائد الالتزام بالزي الإسلامي توفير المال وعدم الخيلاء والاعتزاز بالهوية الإسلامية , فإن الملتزمة بالزي الإسلامي لا تبتلى بالإسراف والخيلاء فهى تلبس ما يستر جسدها من غير تكبر ولا تبغي من وراء ذلك لفت نظر الآخرين , وإذا سارت تسير بسكينة وطمأنينة بعكس من يجبرها مظهرها - المطابق لما جاءت به وفرضته الموضة- من تصنع فى مشيتها وتكبر وصلف وكأن الكبر والغرور ملئها.

- وإذا كنا قد ذكرنا - الموضة - فلابد أن نقف عندها قليلاً فمن المعلوم للجميع إلا من يتجاهل أن صناع الأزياء ومصممي الموضة فى العالم معظمهم من اليهود ولا تظني أن الموضة والأزياء والصيحات العالمية لا تتعدى فساتين السهرة أو الملابس العارية بشكل صارخ وإنما أيضاً تمتد لتصل إلى غطاء الرأس والعبائة وما شابه ذلك فإن المرأة التي لا تستطيع خلع غطاء الرأس مثلاً يمكن الوصول إليها من نواحي أخرى عديدة مثل شكل غطاء الرأس ولونه وطريقة لفه على الرأس وكذلك أيضا أشكال الملابس وألوانها التي يصفونها بملابس المحجبات وهذه هى مهمتهم , وإن ما تطفح به الموضة علينا عموماً والقبول بها هى من قبيل التشبه بالكفار فقد قال صلى الله عليه وسلم - من تشبه بقوم فهو منهم - صحيح, فأين أنت من هذا ؟ فيكون بذلك الالتزام بالزي الإسلامي من أفضل فوائده الشعور بالهوية والاعتزاز بالهوية الإسلامية فلا تصير المرأة أو الفتاة لعبة فى يد اللاعبين يوماً يلبسونها قصيراً فتلبس ويوماً ضيقاً فتلبس ويوماً مفتوحاً فتلبس ويوماً هذا اللون اللافت فتلبس وهكذا وكأنها أداة عرض يعرضون عليها ما يرونه هم وليس لها حتى أن تقتنع أو تناقش أو تجادل كما تفعل مع من يدعوها للالتزام وإنما تقول للموضة ما علينا إلا السمع والطاعة

- أما أمر - الهوية - هذا فأمر خطير يحسب له ألف حساب إلا عندنا نحن فهذا الرئيس الأمريكي الأسبق فى كتابه - انتهز الفرصة - يقول: - إننا لا نخشى الضربة النووية ولكننا نخشى الإسلام والحرب العقائدية التي قد تقضى على الهوية الذاتية للغرب - ومع هذا فينا من يطلب التقدم بالتبعية المطلقة للغرب وليس هذا إلا بسبب الانهزامية وروح العجز والفشل وانعدام الشخصية الذاتية وهذه كلها جزء من فوائد الالتزام بالزي الإسلامي الصحيح وهذا بعكس من تلتزم هواها وما يمليه عليها أعدائها فهي تشعر بفجوة بينها وبين الله وبينها وبين الخيرين.

 

الزي الإسلامي الصحيح للمرأة أسئلة واقعية و إجابات عملية لطه أبو على