تزويجه بزينب بنت جحش
 

ابن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الاسدية أم المؤمنين وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه قال قتادة والواقدي وبعض أهل المدينة تزوجها عليه السلام سنة خمس زاد بعضهم في ذي القعدة قال الحافظ البيهقي تزوجها بعد بني قريظة وقال خليفة بن خياط وأبو عبيدة معمر بن المثنى وابن منده تزوجها سنة ثلاث والاول أشهر وهو الذي سلكه ابن جرير وغير واحد من أهل التاريخ وقد ذكر غير واحد من المفسرين والفقهاء وأهل التاريخ في سبب تزويجه اياها عليه السلام حديثا ذكره احمد بن حنبل في مسنده تركنا ايراده قصدا لئلا يضعه من لا يفهم على غير موضعه وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز و اذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في زواج أدعيائهم اذا قضوا منها وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا
وقد تكلمنا على ذلك في التفسير بما فيه كفاية فالمراد بالذي أنعم الله عليه ها هنا زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنعم الله عليه بالاسلام وأنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتق وزوجه بإبه عمه زينب بنت جحش قال مقاتل بن حبان وكان صداقه لها عشرة دنانير وستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وخمسين مدا وعشرة أمداد من تمر فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها ثم وقع بينهما فجاء زوجها يشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول له اتق الله وامسك عليك زوجك قال الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ق ال علي بن الحسين زيد العابدين والسدي كان الله قد علم أنها ستكون من أزواجه فهو الذي كان في نفسه عليه السلام وقد تكلم كثير من السلف ها هنا بآثار
غريبة وبعضها فيه نظر تركناها قال الله تعالى فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ذلك أن زيدا طلقها فلما انقضت عدتها بعث اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها الى نفسها ثم تزوجها وكان الذي زوجها منه رب العالمين تبارك وتعالى كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول زوجكن أهليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات وفي رواية من طريق عيسى بن طهمان عن أنس قال كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول أنكحني الله من السماء وفيها أنزلت آية الحجاب يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه الآية وروى البيهقي من حديث حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد يشكو زينب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ثم قال رواه البخاري عن أحمد عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد ثم روى البيهقي من طريق عفان عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد يشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك أهلك فنزلت وتخفي في نفسك ما الله مبديه ثم قال البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عن معلى بن منصور عن محمد مختصرا وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم اني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهم ان جدي وجدك واحد تعني عبد المطلب فانه أبو أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو أمها أميمة بنت عبد المطلب وأني انكحنيك الله عز وجل من السماء وان السفير جبريل عليه السلام وقال الامام احمد حدثنا هاشم يعني ابن القاسم حدثنا النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال لما انقضت عدة زينب قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر اليها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل ثم قامت الى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن قال أنس ولقد رأيتنا حين دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم اطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهم ويقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدري أنا أخبرته والقوم قد خرجوا أو أخبر قال فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل
الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الآية وكذا رواه مسلم والنسائي من طريق سليمان بن المغيرة