سرية بني حدرد الى الغابة
 

قال يونس عن محمد بن اسحاق كان من حديث قصة أبي حدرد وغزوته الى الغابة ما حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم عن أبي حدرد قال تزوجت امرأة من قومي فأصدقتها مائتي درهم قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينه على نكاحي فقال كم اصدقت فقلت مائتي درهم فقال سبحان الله والله لو كنتم تأخذونها من واد ما زدتم والله ما عندي ما أعينك به فلبثت أياما ثم أقبل رجل من جشم بن معاوية يقال له رفاعة بن قيس أو قيس بن رفاعة في بطن عظيم من جشم حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة يريد أن يجمع قيسا على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذا اسم وشرف في جشم قال فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين فقال اخرجوا الى هذا الرجل
حتى تأتوا منه بخبر وعلم وقدم لنا شارفا عجفاء فحمل عليه أحدنا فوالله ما قامت به ضعفا حتى دعمها الرجال من خلفها بأيديهم حتى استقلت وما كادت وقال تبلغوا على هذه فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف حتى اذا جئنا قريبا من الحاضر مع غروب الشمس فكمنت في ناحية وأمرت صاحبي فمكمنا في ناحية أخرى من حاضر القوم وقلت لهما إذا سمعتماني قد كبرت وشددت في العسكر فكبرا وشدا معي فوالله إنا كذلك ننتظر أن نرى غرة أو نرى شيئا وقد غشينا الليل حتى ذهبت فحمة العشاء وقد كان لهم راع قد سرح في ذلك البلد فأبطأ عليهم وتخوفوا عليه فقام صاحبهم رفاعة بن قيس فأخذ سيفه فجعله في عنقه فقال والله لأتيقنن أمر راعينا ولقد اصابه شر فقال نفر ممن معه والله لا تذهب نحن نكفيك فقال لا إلا أنا قالوا نحن معك فقال والله لا يتبعني منكم أحد وخرج حتى مر بي فلما أمكنني نفحته بسهم فوضعته في فؤاده فوالله ما تكلم فوثبت اليه فاحتززت رأسه ثم شددت ناحية العسكر وكبرت وشد صاحباي وكبرا فوالله ما كان إلا التجا ممن كان فيه عندك بكل ما قدروا عليه من نسائهم وابنائهم وما خف معهم من أموالهم واستقنا إبلا عظيمة وغنما كثيرة فجئنا بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئت برأسه أحمله معي فاعطاني من تلك الابل ثلاثة عشر بعيرا في صداقي فجمعت إلي أهلي