قدوم جرير بن عبد الله البجلي واسلامه
 

قال الامام احمد حدثنا أبو قطن حدثني يونس عن المغيرة بن شبل قال قال جرير لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي يا عبد الله هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ذكرك باحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي بمن إلا أن على وجهه مسحة ملك قال جرير فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني قال أبو قطن فقلت له سمعته منه أو سمعته من المغيرة بن شبل قال نعم ثم رواه الامام احمد عن أبي نعيم واسحاق بن يوسف وأخرجه النسائي من حديث الفضل بن موسى ثلاثتهم عن يونس عن أبي اسحاق
السبيعي عن المغيرة بن شبل ويقال ابن شبيل عن عوف البجلي الكوفي عن جرير بن عبد الله وليس له عنه غيره وقد رواه النسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم عن جرير بقصته يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك الحديث وهذا على شرط الصحيحين وقال الامام احمد حدثنا محمد بن عبيد ثنا اسماعيل عن قيس عن جرير قال ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي وقد رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه وفي الصحيحين زيادة وشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده على صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ورواه النسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن اسماعيل عن قيس عنه وزاد فيه يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك فذكر نحو ما تقدم
قال الحافظ البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عمر وعثمان بن احمد السماك حدثنا الحسن بن سلام السواق حدثنا محمد بن مقاتل الخراساني حدثنا حصين بن عمر الاحمسي حدثنا اسماعيل بن أبي خالد أو قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جرير لأي شيء جئت قلت أسلم على يديك يا رسول الله قال فالقى علي كساء ثم اقبل علي أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه ثم قال يا جرير أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن تؤمن بالله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة ففعلت ذلك فكان بعد ذلك لا يراني إلا تبسم في وجهي هذا حديث غريب من هذا الوجه وقال الامام احمد حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم وأخرجاه في الصحيحين من حديث اسماعيل بن أبي خالد به وهو في الصحيحين من حديث زياد بن علاثة عن جرير به وقال الامام احمد حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة ثنا عاصم عن سفيان يعني أبا وائل عن جرير قال قلت يا رسول الله اشترط علي فأنت أعلم بالشرط قال أبايعك على أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتنصح المسلم وتبرأ من الشرك ورواه النسائي من حديث شعبة عن الاعمش عن أبي وائل عن جرير وفي طريق أخرى عن الأعمش عن منصور عن أبي وائل عن أبي نخيلة عن جرير به فالله أعلم ورواه أيضا عن محمد بن قدامة عن جرير عن مغيرة عن ابي وائل والشعبي عن جرير به ورواه عن جرير عبد الله بن عميرة رواه احمد منفردا به وابنه عبيد الله بن جرير احمد ايضا منفردا به وأبو جميلة وصوابه نخيلة ورواه احمد والنسائي ورواه احمد أيضا عن غندر عن شعبة عن منصور عن أبي وائل
عن رجل عن جرير فذكره والظاهر أن هذا الرجل هو أبو نخيلة البجلي والله أعلم وقد ذكرنا بعث النبي صلى الله عليه وسلم له حين اسلم إلى ذي الخلصة بيت كان يعبده خثعم وبجيلة وكان يقال له الكعبة اليمانية يضاهون به الكعبة التي بمكة ويقولون للتي ببكة الكعبة الشامية ولبيتهم الكعبة اليمانية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة فحينئذ شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت على الخيل فضرب بيده الكريمة على صدره حتى أثرت فيه وقال اللهم ثبته وأجعله هاديا مهديا فلم يسقط بعد ذلك عن فرس ونفر الى ذي الخلصة في خمسين ومائة راكب من قومه من أحمس فخرب ذلك البيت وحرقه حتى تركه مثل الجمل الاجرب وبعث الى النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا يقال له أبو أرطاة فبشره بذلك فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل احمس ورجاله ما خمس مرات والحديث مبسوط في الصحيحين وغيرهما كما قدمناه بعد الفتح استطرادا بعد ذكر تخريب بيت العزى على يدي خالد بن الوليد رضي الله عنه والظاهر أن اسلام جرير رضي الله عنه كان متأخرا عن الفتح بمقدار جيد فان الامام احمد قال حدثنا هشام بن القاسم حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة بن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن جرير بن عبد الله البجلي قال إنما أسلمت بعد ما أنزلت المائدة وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بعد ما أسلمت تفرد به احمد وهو اسناد جيد اللهم إلا أن يكون منقطعا بين مجاهد وبينه وثبت في الصحيحين أن أصحاب عبد الله بن مسعود كان يعجبهم حديث جرير في مسح الخف لأن اسلام جرير إنما كان بعد نزول المائدة وسيأتي في حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له استنصت الناس يا جرير وإنما أمره بذلك لأنه كان صبيا وكان ذا شكل عظيم كلنت نعله طولها ذراع وكان من أحسن الناس وجها وكان مع هذا من أغض الناس طرفا ولهذا روينا في الحديث الصحيح عنه أنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال أطرق بصرك