وفادة الحارث بن حسان البكري الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
 

قال الامام احمد حدثنا زيد بن الحباب حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي حدثنا عاصم ابن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث البكري قال خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررت بالربذة فاذا عجوز من بني تميم منقطع بها فقالت يا عبد الله إن لي إلى رسول الله حاجة فهل أنت مبلغي اليه قال فحملتها فاتيت المدينة فاذا المسجد غاص باهله وإذا راية سوداء تخفق وبلا متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما شأن الناس قالوا يريد أن يبعث عمرو ابن العاص وجها قال فجلست فدخل منزله أو قال رحله فاستأذنت عليه فاذن لي فدخلت فسلمت فقال هل كان بينكم وبين تميم شيء قلت نعم وكانت الدائرة عليهم ومررة بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها اليك وها هي بالباب فاذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا فاجعل الدهناء فحميت العجوز واستوفزت وقالت يا رسول الله أين يضطر مضرك قال قلت إن مثلي ما قال الاول معزى حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد قالت هي وما وافد عاد وهي أعلم بالحديث منه
ولكن تستطعمه قلت إن عاد قحطوا فبعثوا وفدا لهم يقال له قيل فمر بمعاوية بن بكر فاقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة فقال اللهم إنك تعلم لم أجيء الى مريض فاداويه ولا الى أسير فافاديه اللهم اسق عاداما كنت تسقيه فمرت به سحابات سود فنودي منها اختر فأومأ الى سحابة منها سوداء فنودي منها خذها رمادا رمدا لا تبقي من عاد أحدا قال فلما بلغني أنه أرسل عليهم الريح الا بقدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا قال أبو وائل وصدق وكانت المرأة أو الرجل اذا بعثوا وافدا لهم قالوا لا يكن كوافد عاد وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي المنذر سلام بن سليمان به ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن ابي شيبة عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن ابي النجود عن الحارث البكري ولم يذكر أبا وائل وهكذا رواه الامام احمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث والصواب عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما تقدم