حديث آخر
 
قال يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعشرة من اصحابه آخركم موتا في النار فيهم سمرة بن جندب قال أبو نضرة فكان سمرة آخرهم موتا قال البيهقي رواته ثقات إلا أن أبا نضرة العبدي لم يثبت له من أبي هريرة سماع والله أعلم ثم روى من طريق إسماعيل بن حكيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن حكيم قال كنت أمر بالمدينة فألقى أبا هريرة فلا يبدأ بشيء حتى يسألني عن سمرة فلو أخبرته بحياته وصحته فرح وقال إنا كنا عشرة في بيت وإن رسول الله قام علينا ونظر في وجوهنا وأخذ بعضادتي الباب وقال آخركم موتا في النار فقد مات منا ثمانية ولم يبق غيري وغيره فليس شيء أحب إلي من أن أكون قد ذقت الموت وله شاهد من وجه آخر وقال يعقوب ابن سفيان ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد قال كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة فقلت لأبي محذورة مالك إذا قدمت عليك تسالني عن سمرة وإذا قدمت على سمرة سألني عنك فقال إني كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال آخركم موتا في النار قال فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات سمرة وقال عبد الرزاق أنا معمر سمعت ابن طاوس وغيره يقولون قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وسمرة بن جندب ولرجل آخر آخركم موتا في النار فمات الرجل قبلهما وبقي أبو هريرة وسمرة فكان الرجل إذا أراد أن يغيظ أبا هريرة يقول مات سمرة فاذا سمعه غشي عليه وصعق ثم مات أبو هريرة قبل سمرة وقتل سمرة بشرا كثيرا وقد ضعف البيهقي عامة هذه الروايات لانقطاع بعضها وإرساله ثم قال وقد قال بعض أهل العلم أن سمرة مات في الحريق ثم قال ويحتمل أن يورد النار بذنوبه ثم ينجو منها بإيمانه فيخرج منها بشفاعة الشافعين والله أعلم ثم أورد من طريق هلال بن العلاء الرقي أن عبد الله بن معاوية حدثهم عن رجل قد سماه أن سمرة استجمر فغفل عن نفسه وغفل أهله عنه حتى أخذته النار قلت وذكر عيره أن سمرة بن جندب رضي الله عنه أصابه كرار شديد وكان يوقد له على قدر مملوءة ماءا حارا فيجلس فوقها ليتدفأ ببخارها فسقط يوما فيها فمات رضي الله عنه وكان موته سنة تسع وخمسين بعد أبي هريرة بسنة وقد كان ينوب عن زياد بن سمية في البصرة إذا سار إلى الكوفة وفي الكوفة إذا سار إلى البصرة فكان يقيم في كل منهما ستة أشهر من السنة وكان شديدا على الخوارج مكثرا للقتل فيهم وهم شر قتلى تحت أديم السماء وقد كان الحسن البصري ومحمد بن سيرين وغيرهما من علماء البصرة يثنون عليه رضي الله عنه