أيها الأعراب كفى
 

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ايها الإخوة الكرام

قد يجهل الكثيرين حقائق الأمور اذ لم يدركوا بعد أن البناء خير من الهدم و ان السلم خير من الحرب و ان الإتحاد خير من الفرقة و أن العلم خير من الجهل و ان الجد خير من الكسل و ان العمل خير من العزف ...ـ

لو نظروا حولهم و تبينوا لشاهدوا العالم الذي يحيط بهم يجمع و يبني لكنهم منشغلون بما يعود عليهم بكل سوء

فالقال فيهم لا هم له في الحياة الا الأكل و الشرب مع الملذات فتراه يهيم في واد الشهوات المعنوية و الحسية كما قال الشاعر:ـ

و ترى سفيه القوم يدنس عرضه .... و يمسح نعله و شراكها

فهو اما بين ام الخبائث يتسكع في الطرقات فاقدا الوعي و اما راقصا في نوادي الإيقاع بين نغمة الزفير و الشهيق لا يبالي ما صنع في حق او واجب اذ همه الوحيد هو ان يستمتع و يمتع حتى تتبادل الخبرات و المعلومات في زمن الرقميات ، و حد ما ينضح به اناءه بخار مجهول النوع فالإتجاه فالكمية .....ـ

اما الغال ففرح بحزبه و ما ملك و بعضنا يشم رائحة ما مر عليه فأفسد

نحن في زمن ينبغي علينا أن نبني فيه أكثر مما نهدم ، فجميع خلق الله يسعون في الأرض يبتغون من رزقه الا الأعراب ـ الا من رحم الله ـ فبعضهم يسعى بأخيه و فيه ، يأكل لحمه حيا و ميتا .ـ

انظروا حولكم الا ترون ان الدماء لا تسيل الا في بلدانكم ، عندما تسمع الأخبار يقال لك : ان البلد الفلاني ارسل مكوكا الى الفضاء و اذا ما ذكرتم و ما فعلتم قيل لك اما سقط أو أسقط

فبالله عليكم أ ي شيء تفخرون به امام العالمين غير مجد أجدادكم الغر المحجلين فكونوا عصاميين لا عظاميين

قديما كان بعض الناس يخربون بيوتهم بأيديهم و ايدي المؤمنين أما اليوم فأنتم تخربون بيوتكم بايديكم و ايدي غيركم فتأملوا كيف غيرتم و كيف غير الله

جميع الأسر تعيش في ود و سلام الا عند الأعراب فقانون الغابة يسري عندهم كلما استأسد أحدهم وقع على الأخضر و اليابس فدمره تدميرا ليبرهن للعالمين أن قدرات عضلاته أكبر من قدرات عقله

جميع البلدان تبني اوطانها و انتم تهدمونها على ابناءكم ألا تستحون

عندما يقع مشكل بين الإخوة فعليهم استعمال الحكمة و العقل لا العنف و الطيش

ذات مرة قال لي رجل مسن : انظر الى الأعاجم يبنون اوطانهم فكل يوم لا تسمع و لا ترى عندهم الا البناء و المنجزات ،أما في بلداننا ـ الا ما رحم ربي ـ فلا ترى الا خرابا و افسادا في ارض الله

 

الزاهد الورع