سنة ثنتي عشرة من الهجرة النبوية
 
استهلت هذه السنة وجيوش الصديق وأمراؤه الذين بعثهم لقتال أهل الرجة جوالون في البلاد يمينا وشمالا لتمهيد قواعد الاسلام وقتال الطغاة من الانام حتى رد شارد الدين بعد ذهابه ورجع الحق الى نصابه وتمهدت جزيرة العرب وصار البعيد الأقصى كالقريب الأدنى وقد قال جماعة من علماء السير والتواريخ إن وقعة اليمامة كانت في ربيع الأول من هذه السنة وقيل إنها كانت في أواخر التي قبلها والجمع بين القولين أن ابتداءها كان في السنة الماضية وانتهاءها وقع في هذه السنة الآتية وعلى هذا القول ينبغي أن يذكروا في السنة الماضية كما ذكرناه لاحتمال أنهم قتلوا في الماضية ومبادرة الى استيفاء تراجمهم قبل أن يذكروا مع من قتل بالشام والعراق في هذه السنة على ما سنذكر إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان وقد قيل إن وقعة جواثا وعمان ومهرة وما كان من الوقائع التي اشرنا إليها إنما كانت في سنة ثنتي عشرة وفيها كان قتل الملوك الأربعة حمد ومحرس وأبضعة ومشرحا وأختهم العمردة الذين ورد الحديث في مسند أحمد بلعنهم وكان الذي قتلهم زياد بن لبيد الأنصاري