وقعة جرجير والبربر مع المسلمين
 
لما قصد المسلمون وهم عشرون الفا افريقية وعليهم عبدالله بن سعد بن ابي سرح وفي جيشه عبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير صمد اليهم ملك البربر جرجير في عشرين ومائة الف وقيل في مائتي الف فلما تراءى الجمعان امر جيشه فاحاطوا بالمسلمين هالة فوقف المسلمون في موقف لم ير اشنع منه ولا اخوف عليهم منه قال عبدالله بن الزبير فنظرت الى الملك جرجير من وراء الصفوف وهو راكب على برذون وجاريتان تظلانه بريش الطواويس فذهبت الى عبدالله بن سعد بن ابي سرح فسالته ان يبعث معى من يحمى ظهري واقصد الملك فجهز معى جماعة من الشجعان قال فامر بهم فحموا ظهرىوذهبت حتى خرقت الصفوف اليه وهم يظنون اني في رسالة الى الملك فلما اقتربت منه احس منى الشر ففر على برذونه فلحقته فطعنته برمحى وذففت عليه بسيفى واخذت راسه فنصبته على راس الرمح وكبرت فلما راى ذلك البربر فرقوا وفروا كفرار القطا واتبعهم المسلمون يقتلون وياسرون فغنموا غنائم جمة واموالا كثيرة وسببا عظيما وذلك ببلد يقال له سبيطلة على يومين من القيروان فكان هذا اول موقف اشتهر فيه امر عبدالله بن الزبير رضى الله عنه وعن ابيه واصحابهما اجمعين
قال الواقدي وفي هذه السنة افتتحت اصطخر ثانية على يدي عثمان بن ابي العاص وفيها غزا معاوية قنسرين وفيها حج بالناس عثمان بن عفان قال ابن جرير قال بعضهم وفي هذه السنة غزا معاوية قبرص وقال الواقدي كان ذلك في سنة ثمان وعشرين وقال ابو معشر غزاها معاوية سنة ثلاث وثلاثين فالله اعلم

الموضوع السابق


غزوة الاندلس