ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين
 
فيها كان فتح قبرص في قول ابي معشر وخالفه الجمهور فذكروها قبل ذلك كما تقدم وفيه غزا عبد الله بن سعد بن ابي سرح افريقية ثانية حين نقض اهلها العهد وفيها سير امير المؤمنين جماعة من قراء اهل الكوفة الى الشام وكان سبب ذلك انهم تكلموا بكلام قبيح في مجلس سعيد بن عامر فكتب الى عثمان في امرهم فكتب اليه عثمان ان يجليهم عن بلده الى الشام وكتب عثمان الى معاوية امير الشام انه قد اخرج اليك قراء من اهل الكوفة فانزلهم واكرمهم وتألفهم فلما قدموا انزلهم معاوية واكرمهم واجتمع بهم ووعظهم ونصحهم فيما يعتمدونه من اتباع الجماعة وترك الانفراد والابتعاد فاجابه متكلمهم والمترجم عنهم بكلام فيه بشاعة وشناعة فاحتملهم معاوية لحلمه واخذ في مدح قريش وكانوا قد نالوا منهم واخذ في المدح لرسول الله ص والثناء عليه والصلاة والتسليم وافتخر معاوية بوالده وشرفه في قومه وقال فيما قال واظن ابا سفيان لو ولد الناس كلهم لم يلد الا حازما فقال له صعصعة بن صوحان كذبت قد ولد الناس كلهم لمن هو خير من ابي سفيان من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وامر الملائكة فسجدوا له فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس ثم بذل لهم النصح مرة اخرى فاذ هم يتمادون في غيهم ويستمرون على جهالتهم وحماقتهم فعند ذلك اخرجهم من بلده ونفاهم عن الشام لئلا يشوشوا عقول الطغام وذلك انه كان يشتمل مطاوى كلامهم على القدح في قريش كونهم فرطوا وضيعوا ما يجب عليهم من القيام فيه من نصرة الدين وقمع المفسدين وانما يريدون بهذا التنقيص والعيب ورجم الغيب وكانوا يشتمون عثمان وسعيد بن العاص وكانوا عشرة وقيل تسعة وهو الأشبه منهم كميل بن زياد والأشتر النخعي واسمه مالك بن يزيد وعلقمة بن قيس النخعيان وثابت بن قيس النخعي وجندب بن زهير العامري وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي فلما خرجوا من دمشق اووا الى الجزيرة فاجتمع بهم عبدالرحمن بن خالد بن الوليد وكان نائبا على الجزيرة ثم ولى حمص بعد فهددهم وتوعدهم فاعتذروا اليه وانابوا الى الاقلاع عما كانوا عليه فدعا لهم وسير مالكا الاشتر النخعي الى عثمان بن عفان ليعتذر اليه عن اصحابه بين يديه فقبل منهم وكف عنهم وخيرهم ان يقيموا حيث احبوا فاختاروا ان يكونوا في معاملة عبدالرحمن بن خالد بن الوليد فقدموا عليه حمص فامرهم بالمقام بالساحل واجرى عليهم الرزق ويقال بل لما مقتهم معاوية كتب فيهم الى عثمان فجاءه كتاب عثمان ان يردهم الى سعيد بن العاص بالكوفة فردهم اليه فلما رجعوا كانوا ازلق السنة واكثر شرا فضج منهم سعيد بن العاص الى عثمان فامره ان يسيرهم الى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بحمص وان يلزموا الدروب وفي هذه السنة سير عثمان بعض اهل البصرة منها الى الشام والى مصر باسباب مسوغة لما فعله رضى الله عنه فكان هؤلاء ممن يؤلب عليه ويمالىء الاعداء في الحط والكلام فيه وهم الظالمون في ذلك وهو البار الراشد رضى الله عنه وفي هذه السنة حج بالناس امير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه وتقبل الله منه

الموضوع السابق


ابو ذر الغفاري