ذكر من توفي في هذه السنة من الأعيان سهل بن حنيف
 
ابن واهب بن العليم بن ثعلبة الأنصاري الأوسي شهد بدرا وثبت يوم أحد وحضر بقية المشاهد وكان صاحبا لعلي بن أبي طالب وقد شهد معه مشاهده كلها ايضا غير الجمل فأنه كان قد استخلفه على المدينة ومات سهل بن حنيف في سنة ثمان وثلاثين بالكوفة وصلى عليه على فكبر خمسا وقيل ستا وقال إنه من أهل بدر رضي الله عنه

صنوان بن بيضاء أخو سهيل بن بيضاء
شهد المشاهد كلها وتوفي في هذه السنة في رمضانها وليس له عقب

صهيب بن سنان بن مالك
الرومي وأصله من اليمن أبو يحيى بن قاسط وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأيلة وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل وقيل على الفرات فاغارت على بلادهم الروم فأسرته وهو صغير فأقام عندهم حينا ثم اشترته بنو كلب فحملوه إلى مكة فابتاعه عبد الله بن جدعان فأعتقه وأقام بمكة حينا فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به وكان ممن أسلم قديما هو وعمار في يوم واحد بعد بضعة وثلاثين رجلا وكان من المستضعفين الذين يعذبون في الله عز وجل ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر صهيب بعده بأيام فلحقه قوم من المشركين يريدون أن يصدوه عن الهجرة فلما أحس بهم نثل كنانته فوضعها بين يديه وقال والله لقد علمتم أني من أرماكم ووالله لا تصلون إلى حتى أقتل بكل سهم من هذه رجلا منكم ثم أقاتلكم بسيفي حتى أقتل وإن كنتم تريدون المال فأنا أدلكم على مالي هو مدفون في مكان كذا وكذا فانصرفوا عنه فأخذوا ماله فلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ربح البيع أبا يحيى وأنزل الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ورواه حماد بن سلمةعن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب وشهد بدرا واحدا وما بعدهماولما جعل عمر الأمر شورى كان هو الذي يصلي بالناس حتىتعين عثمان وهو الذي ولى الصلاة على عمر وكان له صاحبا وكان أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير أقرن الحاجبين كثير الشعر وكان لسانه فيه عجمة شديدة وكان مع فضله ودينه فيه دعابة وفكاهة وانشراح روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه يأكل بقثاء رطبا وهو أرمد إحدى العينين فقال أتأكل رطبا وأنت أرمد فقال إنما آكل من ناحية عيني الصحيحة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع وثلاثين وقد نيف علىالسبعين

محمد بن أبي بكر الصديق
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في حجةالوداع تحت الشجرة عند الحرم وأمه أسماء بنت عميس ولمااحتضر الصديق أوصى أن تغسله فغسلته ثم لما انقصت عدتها تزوجها علي فنشأ في حجره فلما صارت إليه الخلافة استنابه على بلاد مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة كما قدمنا فلما كانت هذه السنة بعث معاوية عمر بن العاص فاستلب منه بلاد مصر وقتل محمد بن أبي بكر كما تقدم وله من العمر دون الثلاثين رحمه الله ورضي الله عنه

اسماء بنت عميس
ابن معبد بن الحارث الخثعمية أسلمت بمكة وهاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة وقدمت معه إلى خيبر ولها منه عبد الله ومحمد وعون ولما قتل جعفر بموتة تزوجها بعده أبو بكر الصديق فولدت منه محمد بن أبي بكر أمير مصر ثم لما مات الصديق تزوجها بعده علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وهي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها وكذلك هي أخت أم الفضل امرأة العباس لأمها وكان لها من الأخوات لأمها تسع أخوات وهي أخت سلمى بنت عميس امرأة العباس التي له منها بنت اسمها عمارة