سنة ثنتين وأربعين
 
فيها غزا المسلمون اللان والروم فقتلوا من أمرائهم وبطارقتهم خلقا كثيرا وغنموا وسلموا وفيها ولى معاوية مروان بن الحكم نيابة المدينة وعلى مكة خالد بن العاص بن هشام وعلى الكوفة المغيرة بن شعبة وعلى قضائها شريح القاضى وعلى البصرة عبد الله بن عامر وعلى خراسان قيس ابن الهيثم من قبل عبد الله بن عامر وفى هذه السنة تحركت الخوارج الذين كانوا قد عفى عنهم على يوم النهروان وقد عوفى جرحاهم وثابت إليهم قواهم فلما بلغهم مقتل على ترحموا على قاتله ابن ملجم وقال قائلهم لا يقطع الله يدا علت قذال على بالسيف وجعلوا يحمدون الله على قتل على ثم عزموا على الخروج على الناس وتوافقوا على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيما يزعمون وفى هذه السنة قدم زياد بن أبيه على معاوية وكان قد امتنع عليه قريبا من سنة فى قلعة عرفت به يقال لها قلعة زياد فكتب إليه معاوية ما يحملك على أن تهلك نفسك أقدم على فأخبرنى بما صار إليك من أموال فارس وما صرفت منها وما بقى عندك فائتنى به وأنت آمن فان شئت أن تقيم عندنا فعلت وإلا ذهبت حيث ما شئت من الأرض فأنت آمن فعند ذلك أزمع زياد السير إلى معاوية فبلغ المغيرة قدومه فخشى أن يجتمع بمعاوية قبله فسار نحو دمشق إلى معاوية فسبقه زياد إلى معاوية بشهر فقال معاوية للمغيرة ما هذا وهو أبعد منك وأنت جئت بعده بشهر فقال يا أمير المؤمنين إنه ينتظر الزيادة وأنا أنتظر النقصان فأكرم معاوية زيادا وقبض ما كان معه من الأموال وصدقه فيما صرفه