فصل: شىء من فضائله
 
روى البخارى من حديث شعبة ومهدى بن ميمون عن محمد بن أبى يعقوب سمعت ابن أبى نعيم
قال سمعت عبد الله بن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن المحرم يقتل الذباب فقال أهل العراق يسألون عن قتل الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله ص وقد قال رسول الله ص هما ريحانتاى من الدنيا ورواه الترمذى عن عقبة بن مكرم عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد ابن أبى يعقوب به نحوه أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال ابن عمر أنظروا إلى أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت محمد ص وذكر تمام الحديث ثم قال حسن صحيح
وقال الامام أحمد حدثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن أبى الحجاف عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول الله ص من أحبهما فقد احبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى يعنى حسنا وحسينا وقال الامام أحمد حدثنا تليد بن سليمان كوفى ثنا أبو الحجاف عن أبى حازم عن أبى هريرة قال نظر النبى ص إلى على والحسن والحسين وفاطمة فقال أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم تفرد بهما الامام أحمد وقال الامام أحمد حدثنا ابن عمير ثنا الحجاج يعنى ابن دينار عن جعفر بن إياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبى هريرة قال خرج علينا رسول الله ص ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه الواحد وهذا على عاتقه الآخر وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل يا رسول الله والله إنك لتحبهما فقال من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى تفرد به أحمد وقال أبو يعلى الموصلى حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنى عقبة بن خالد حدثنى يوسف بن إبراهيم التميمى أنه سمع أنس بن مالك يقول سئل رسول الله ص أى أهل بيتك أحب إليك قال الحسن والحسين قال وكان يقول ادع لى ابنى فيشمهما ويضمهما إليه وكذا رواه الترمذى عن أبى سعيد الأشج به وقال حسن غريب من حديث أنس وقال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر وعفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر فبقول الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ورواه الترمذى عن عبد بن حميد عن عفان به وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة
وقال الترمذى حدثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أسامة عن فضيل بن مرزوق عن عدى عن ثابت عن البراء أن رسول الله ص أبصر حسنا وحسينا فقال اللهم إنى أححبهما فأحبهما ثم قال حسن صحيح وقد روى الامام أحمد عن زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد وأهل السنن الأربعة من حديث الحسين بن واقد عن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله ص يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله ص عن المنبر
فحملهما فوضعهما بين يديه وقال صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتها وهذا لفظ الترمذى وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد ثم قال حدثنا الحسين بن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن راشد عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله ص حسين منى وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط ثم قال الترمذى هذا حديث حسن ورواه أحمد عن عفان عن وهب عن عبد الله بن عثمان بن خيثم به ورواه الطبرانى عن بكر بن سهل عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح بن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة أن رسول الله ص قال الحسن والحسين سبطان من الأسباط وقال الامام أحمد حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن يزيد بن أبى زياد عن أبى نعيم عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله ص الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ورواه الترمذى من حديث سفيان الثورى وغيره عن يزيد بن أبى زياد وقال حسن صحيح وقد رواه أبو القاسم البغوى عن داود بن رشيد عن مروان الفزارى عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبى نعيم عن أبيه عن أبى سعيد قال قال رسول الله ص الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا أبنى الخالة يحيى وعيسى ص وأخرجه النسائى من حديث مروان بن معاوية الفزارى به ورواه سويد بن سعيد عن محمد بن حازم عن الأعمش عن عطية عن أبى سعيد
وقال الامام أحمد حدثنا وكيع عن ربيع بن سعد عن أبى سابط قال دخل حسين بن على على المسجد فقال جابر بن عبد الله من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا سمعته من رسول الله ص تفرد به أحمد وروى الترمذى والنسائى من حديث إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة أن أمة بعثته ليستغفر له رسول الله ص ولها قال فأتيته فصليت معه المغرب ثم صلى حين صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتى فقال من هذا حذيفة قلت نعم قال ما حاجتك غفر الله لك ولأمك إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قبل هذه الليلة استأذن ربه بأن يسلم علي ويبشرنى بان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم قال الترمذى هذا حديث حسن غريب ولا يعرف إلا من حديث إسرائيل وقد روى مثل هذا من حديث على بن أبى طالب ومن حديث الحسين نفسه وعمر وابنه عبد الله وابن عباس وابن مسعود وغيرهم وفى اسانيده كلها ضعف والله أعلم
وقال ابو داود الطيالسى حدثنا موسى بن عطية عن أبيه عن أبى هريرة قال سمعت رسول
الله ص يقول فى الحسن والحسين من أحبنى فليحب هذين
وقال الامام أحمد حدثنا سليمان بن داود ثنا إسماعيل يعنى ابن جعفر أخبرنى محمد يعنى ابن حرملة عن عطاء أن رجلا أخبره أنه رأى النبى ص يضم إليه حسنا وحسينا ويقول اللهم إنى أحبهما فأحبهما وقد روى عن أسامة بن زيد وسلمان الفارسى شىء يشبه هذا وفيه ضعف وسقم والله أعلم
وقد قال الامام أحمد حدثنا أسود بن عامر ثنا كامل وأبو المنذر ابنا كامل قال أسود أنبأنا المعنى عن أبى صالح عن أبى هريرة قال كنا نصلى مع رسول الله ص العشاء فاذا سجد وثب الحسين والحسن على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما إلى أمهما قال فبرقت برقة فقال لهما الحقا بأمكما قال فمكث ضؤها حتى دخلا على أمهما وقد روى موسى بن عثمان الحضرمى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة نحوه وقد روى عن أبى سعيد وابن عمر قريب من هذا فقال الامام أحمد حدثنا عفان ثنا معاذ بن معاذ ثنا قيس بن الربيع عن أبى المقدام عبد الرحمن الأزرق عن على قال دخل على رسول الله ص وأنا نائم فاستسقى الحسن أو الحسين فقام رسول الله ص إلى شاة لنا كى يحلبها فدرت فجاءه الآخر فنحاه فقالت فاطمة يا رسول الله كانه أحبهما إليك قال لا ولكنه استسقى قبله ثم قال إنى وأياك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة تفرد به أحمد ورواه أبو داود الطيالسى عن عمر بن ثابت عن أبيه عن أبى فاختة عن على فذكر نحوه وقد ثبت أن عمر بن الخطاب كان يكرمهما ويحملهما ويعطيهما كما يعطى أباهما وجىء مرة بحلل من اليمن فقسمها بين أبناء الصحابة ولم يعطهما منها شيئا وقال ليس فيها شىء يصلح لهما ثم بعث إلى نائب اليمن فاستعمل لهما حلتين تناسبهما
وقال محمد بن سعد أنبأنا قبيصة بن عقبة ثنا يونس بن أبى إسحاق عن العيزار بن حريث قال بينما عمر بن العاص جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا فقال هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء وقال الزبير بن بكار حدثنى سليمان بن الدراوردى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله ص بايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار لم يبلغوا ولم يبايع صغيرا إلا منا وهذا مرسل غريب وقال محمد بن سعد أخبرنى يعلى بن عبيد ثنا عبد الله بن الوليد الرصافى عن عبد الله بن عبيد بن عميرة قال حج الحسين ابن على خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد بين يديه وحدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن ابيه أن الحسين بن على حج ماشيا وأن نجائبه لتقاد وراءه والصواب أن ذلك إنما هو الحسن أخوه كما حكاه البخارى
وقال المدائنى جرى بين
الحسن والحسين كلام فتهاجرا فلما كان بعد ذلك أقبل الحسن إلى والحسين فأكب على رأسه يقبله فقام الحسين فقبله أيضا وقال إن الذى منعنى من ابتدائك بهذا أنى رأيت أنك أحق بالفضل منى فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به منى وحكى الأصمعى عن ابن عون أن الحسن كتب إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء فقال الحسين إن أحسن المال ما وقى العرض
وقد روى الطبرانى حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطى ثنا يزيد بن البراء بن عمرو ابن البراء الغنوى ثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن على يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له الناس فقال رجل يا أبا فراس من هذا فقال الفرزدق
هذا الذى تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقى الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
يفضى حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
فى كفه خيزران ريحها عبق * بكف أورع فى عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نسبته * طابت عناصره والخيم والشيم
لا يستطيع جواد بعد غايته * ولا يدانيه قوم إن هموا كرموا
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله أمم
أى العشائر هم ليست رقابهم * لاولية هذا أوله نعم
هكذا أوردها الطبرانى فى ترجمة الحسين فى معجمه الكبير وهو غريب فان المشهور أنها من قيل الفرزدق فى على بن الحسين لا فى أبيه وهو أشبه فان الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ثم أن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم وروى هشام عن عوانة قال قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد أين الكتاب الذى كتبته إليك فى قتل الحسين فقال مضيت لأمرك وضاع الكتاب فقال له ابن زياد لتجيئن به قال ضاع قال والله لتجيئن به قال ترك والله يقرأ على عجائز قريش أعتذر إليهن بالمدينة أما والله لقد نصحتك فى حسين نصيحة لو نصحتها إلى سعد بن أبى وقاص لكنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله صدق عمر والله ولوددت والله أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفى أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل قال فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله بن زياد