وممن توفى فيها من الأعيان الأحنف بن قيس
 
أبو معاية ؟ بن حصين التميمى السعدى أبو بحر البصرى أبن أخى صعصعة بن معاوية والأحنف لقب له وإنما اسمه الضحاك وقيل صخر أسلم فى حياة النبى ص ولم يره وجاء فى حديث أن رسول الله ص دعا له وكان سيدا شريفا مطاعا مؤمنا عليم اللسان وكان يضرب بحلمه المثل وله أخبار فى حلمه سارت بها الركبان قال عنه عمر بن الخطاب هو مؤمن عليم اللسان وقال الحسن البصرى ما رأيت شريف قوم أفضل منه وقال أحمد بن عبد الله العجلى هو بصرى تابعى ثقة وكان سيد قومه وكان أعور أحيف الرجلين ذميما قصيرا كوسجا له بيضة واحدة احتبسه عمر عن قومه سنة يختبره ثم قال هذا والله السيد أو قال السؤدد وقيل إنه خطب عند عمر فأعجبه منطقه قيل ذهبت عينه بالجدرى وقيل فى فتح سمرقند وقال يعقوب بن سفيان كان الأحنف جوادا حليما وكان رجلا صالحا أدرك الجاهلية ثم أسلم وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر له وقال كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان كثير الصلاة بالليل وكان يسرج المصباح ويصلى ويبكى حتى الصباح وكان يضع إصبعه فى المصباح ويقول حس يا أحنف ما حملك على كذا ما حملك على كذا ويقول لنفسه إذا لم تصبر على المصباح فكيف تصبر على النار الكبرى وقيل له كيف سودك قومك وأنت أرذلهم خلقة قال ل عاب قومى الماء ما شربته كان الأحنف من أمراء على يوم صفين وهو الذى صالح اهل بلخ على أربعمائة ألف دينار فى كل سنة وله وقائع مشهودة مشهورة وقتل من اهل خراسان خلقا كثيرا فى القتال بينهما وانتصر عليهم وقال الحاكم وهو الذى افتتح مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين فى جيشه وهو الذى افتتح سمرقند وغيرها من البلاد وقيل انه مات سنة سبع وستين وقيل غير ذلك عن سبعين سنة وقيل عن أكثر من ذلك
ومن كلامه وقد سئل عن الحلم ما هو فقال الذل مع الصبر وكان إذا تعجب الناس من حلمه يقول والله إنى لأجد ما يجدون ولكنى صبور وقال وجرت الحلم أنصر لى من الرجال وقد انتهى إليه الحلم والسؤدد وقال احيى معروفك باماتة ذكره وقال عجبت لمن يجرى مجرى البول مرتين كيف يتكبر وقال ما أتيت باب احد من هؤلاء إلا ان ادعى ولا دخلت بين اثنين الا ان يدخلانى بينهما وقيل له بم سدت قومك قال بتركى من الأمر ما لا يعنينى كما عناك من من أمرى ما لا يعنيك وأغلظ له رجل فى الكلام وقال والله يا أحنف لئن قلت لى واحدة لتسمعن بدلها عشرا فقال له انك ان قلت لى عشرا لا تسمع منى واحدة وكان يقول فى دعائه اللهم ان تعذبنى فأنا أهل لذلك وإن تغفر لى فأنت أهل لذلك وقد كان زياد با أبيه يقربه ويدنيه فلما مات زياد وولى ابنه عبيد الله لم يرفع به رأسا فتأخرت عنده منزلته فلما وفد برؤساء أهل العراق على معاوية أدخلهم عليه على مراتبهم عنده فكان الأحنف آخر من أدخله عليه فلما رآه معاوية أجله وعظمه وأدناه وأكرمه وأجلسه معه على الفراش ثم أقبل عليه يحادثه دونهم ثم شرع الحاضرون فى الثناء على ابن زياد والأحنف ساكت فقال له معاوية مالك لا تتكلم قال إن تكلمت خالفتهم فقال معاوية أشهدكم أنى قد عزلته عن العراق ثم قال لهم انظروا لكم نائبا وأجلهم ثلاثة أيام فاختلفوا بينهم اختلافا كيثرا ولم يذكر أحد منهم بعد ذلك عبيد الله ولا طلبه أحد منهم ولم يتكلم الأحنف فى ذلك كلمة واحدة مع أحد منهم فلما اجتمعوا بعد ثلاث أفاضوا فى ذلك الكلام وكثر اللغط وارتفعت الأصوات والأحنف ساكت فقال له معاوية تكلم فقال له إن كنت تريد أن تولى فيها أحدا من أهل بيتك فليس فيهم من هو مثل عبيد الله فانه رجل حازم لا يسد أحد منهم مسده وإن كنت تريد غيره فأنت أعلم بقرابتك فرده معاوية إلى الولاية ثم قال له بينه وبينه كيف جهلت مثل الأحنف إنه هو الذى عزلك وولاك وهو ساكت فعظمت منزلة الأحنف بعد ذلك عند ابن زياد جدا
توفى الأحنف بالكوفة وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى فى جنازته وقد تقدمت له حكاية ذكر الواقدى أنه قدم معاوية فوجده غضبان على ابنه يزيد وأنه أصلح بينهما بكلام قال فبعث معاوية إلى يزيد بمال جزيل وقماش كثير فأعطى يزيد نصفه للأحنف والله سبحانه أعلم


البراء بن عازب
بن الحارث بن عدى بن مجدعة بن حارثة بن الحارت بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن أوس الأنصارى الحارثى الأوسى صحابى جليل وأبوه أيضا صحابى وروى عن رسول الله ص أحاديث كثيرة وحدث عن أبى بكر وعمر وعلى وغيرهم وعنه جماعة من التابعين وبعض الصحابة وقيل إنه مات بالكوفة أيام ولاية مصعب بن الزبير على العراق

عبيدة السلماني القاضي
وهو عبيدة بن عمرو ويقال ابن قيس بن عمرو السلمانى المرادى أبو عمرو الكوفى وسلمان بطن من مراد أسلم عبيدة فى حياة النبى ص وروى عن ابن مسعود وعلى وابن الزبير وحدث عنه جماعة من التابعين وقال الشعبى كان يوازى شريحا فى القضاء قال ابن نمير كان شريح إذا أشكل عليه أمر كتب إلى عبيدة فيه وانتهى إلى قوله وقد أثنى عليه غير واحد وكانت وفاته فى هذه السنة وقيل سنة ثلاث وقيل أربع وسبعين فالله أعلم وقد قيل إن مصعب بن الزبير قتل فيها فالله أعلم وممن توفى أيضا عبد الله بن السائب بن صيفى المخزومى له صحبة ورواية وقرأ على أبى كعب وقرأ عليه مجاهد وغيره

عطية بن بشر
المازنى له صحبة ورواية

عبيدة بن نضيلة
ابو معاوية الخزاعى الكوفى مقرى أهل الكوفة مشهور بالخير والصلاح توفى بالكوفة فى هذه السنة

عبد الله بن قيس الرقيات
القرشى العامرى أحد الشعراء مدح مصعبا وابن جعفر

عبد الله بن حمام
أبو عبد الرحمن الشاعر السلولى هجا بنى أمية بقوله
شربنا الغيض حتى لو سقينا * دماء بنى أمية ما روينا
ولو جاؤا برملة أو بهند * لبايعنا أمير المؤمنينا
وكان عبيدة السلمانى أعورا وكان أحد أصحاب ابن مسعود الذين يفتنون الناس توفى بالكوفة