ثم دخلت سنة ثمان وسبعين
 
ففيها كانت غزوة عظيمة للمسلمين ببلاد الروم افتتحوا إرقيلية فلما رجعوا أصابهم مطر عظيم وثلج وبرد فأصيب بسببه ناس كثير وفيها ولى عبد الملك موسى بن نصير غزو بلاد المغرب جميعه فسار إلى طنجة وقد جعل على مقدمته طارقا فقتلوا ملوك تلك البلاد وبعضهم قطعوا أنفه ونفوه وفيها عزل عبد الملك أمية بن عبد الله عن إمرة خراسان وأضافها إلى الحجاج مع سجستان أيضا وركب الحجاج بعد فراغه من شأن شبيب من إمرة الكوفة إلى البصرة واستخلف على الكوفه المغيرة بن عبد الله بن عامر الحضرمى فقدم المهلب على الحجاج وهو بالبصرة وقد فرغ من شأن الأزارقة أيضا فأجلسه معه على السرير واستدعى بأصحاب البلاء من جيشة فمن أثنى عليه المهلب أجزل الحجاج له العطية ثم ولى الحجاج المهلب إمرة سجستان وولى عبد الله بن أبى بكرة إمرة خراسان ثم ناقل بينهما قبل خروجهما من عنده فقيل كان ذلك باشارة المهلب وقيل إنه استعان بصاحب
الشرطة وهو عبد الرحمن بن عبيد بن طارق العبشمى حتى أشار على الحجاج بذلك فأجابه إلى ذلك وألزم المهلب بألف ألف درهم لأنه اعترض على ذلك
قال أبو معشر وحج بالناس فيها الوليد بن عبد الملك وكان أمير المدينة أبان بن عثمان وأمير العراق وخراسان وسجستان وتلك النواحى كلها الحجاج ونائبه على خراسان المهلب بن أبى صفرة ونائبه على سجستان عبد الله بن أبى بكرة الثقفى وعلى قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة موسى بن أنس بن مالك الأنصارى وقد توفى فىى هذه السنة من الأعيان جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أبو عبد الله الأنصارى السلمى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله روايات كثيرة وشهد العقبة وأراد أن يشهد بدرا فمنعه أبوه وخلفه على إخوانه وأخواته وكانوا تسعة وقيل إنه ذهب بصره قبل موته توفى جابر بالمدينة وعمره أربع وتسعون سنة وأسند إليه ألف وخمسمائة وأربعين حديثا