بناء واسط
 
قال ابن جرير : وفي هذه السنة بنى الحجاج واسط ، وكان سبب بنائه لها أنه رأى راهبا على أتان قد أجاز دجلة ،فلما مر بموضع واسط وقفت أتانه فبالت ،فنزل عنها وعمد إلى موضع بولها فاحتفره ورمى به دجلة ،فقال الحجاج : علي به ، فأتي به فقال له :لم صنعت هذا ؟قال :إنا نجد في كتبنا أنه يبنى في هذا الموضع مسجد يعبد الله فيه ما دام في الأرض أحد يوحده .فعند ذلك اختط الحجاج مدينة واسط في ذلك المكان وبنى المسجد في ذلك الموضع .وفيها كانت غزوة عطاء بن رافع صقلية .وممن توفي فيها من الأعيان :

عبد الرحمن بن جحيرة
الخولاني المصري روى عن جماعة من الصحابة وكان عبد العزيز بن مروان أمير مصر قد جمع له بين القضار والقصص وبيت المال وكان رزقه في العام ألف دينار وكان لا يدخر منها شيئا

طارق بن شهاب
ابن عبد شمس الأحمسي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة الصديق وعمر رضي الله عنهما بضعا وأربعين غزاة توفي بالمدينة هذه السنة

اعبيد الله بن عدي
ابن الخيار أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن جماعة من الصحابة عبد الله بن قيس بن مخرمة كان قاضي المدينة وكان من فقهاء قريش وعلمائهم وأبوه عدي ممن قتل يوم بدر كافرا وتوفي بها في هذه السنة مرثد بن عبد الله أبو الخير اليزني وفيها فقد جماعة من القراء والعلماء الذين كانوا مع الأشعث منهم من هرب ومنهم من قتل في المعركة ومنهم من أسر فضرب الحجاج عنقه ومنهم من تتبعه الحجاج حتى قتله وقد سمي منهم خليفة بن خياط طائفة من الأعيان فمنهم مسلم بن يسار المزني وابو مرانة العجلي قتل وعقبة بن عبد الغفار قتل وعقبة بن وشاح قتل وعبد الله بن خالد الجهضمي قتل وابو الجوزاء الربعي قتل والنضر بن أنس وعمران والد أبي حمزة الضبعي وأبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي ومالك بن دينار ومرة بن ذباب الهدادي وأبو نجيد الجهضمي وأبو سبيح الهنائي وسعيد بن أبي الحسن وأخوه الحسن البصري قال أيوب قيل لابن الأشعث إن أحببت أن يقتل الناس حولك كما قتلوا حول هودج عائشة يوم الجمل فأخرج الحسن معك فأخرجه ومن أهل الكوفة سعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن شداد والشعبي وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود والمعرور بن سويد ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وأبو البختري وطلحة بن مصرف وزبيد بن الحارث الياميان وعطاء بن السائب قال أيوب فما منهم صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله الذي سلمه ومن أعيان من قتل الحجاج عمران أن بن عصام الضبعي والد أبي حجزة كان من علماء أهل البصرة وكان صالحا عابدا أتى به أسيرا إلى الحجاج فقال له أشهد على نفسك بالكفر حتى أطلقك فقال والله إن ما كفرت بالله منذ آمنت به فأمر به فضربت عنقه عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عن جماعة من الصحابة ولأبيه أبي ليلى صحبة أخذ عبد الرحمن القرآن عن علي بن أبي طالب خرج مع ابن الأشعث فأتى به الحجاج فضرب عنقه بين يديه صبرا