ثم دخلت سنة ست وثمانين
 
ففيها غزا قتيبة بن مسلم نائب الحجاج على مرو وخراسان بلادا كثيرة من أرض الترك ويغرهم من الكفار وسبى وغنم وسلم وتسلم قلاعا وحصونا وممالك ثم قفل فسبق الجيش فكتب إليه الحجاج يلومه على ويقول له إذا كنت قاصدا بلادالعدو فكن في مقدمة الجيش وإذا قفلت راجعا فكن في ساقة الجيش يعني لتكون ردءا لهم من أن ينالهم أحد من العدو وغيرهم بكيد وهذا رأي حسن وعليه جاءت السنة وكان في السبي امرأة برمك والد خالد بن برمك فأعطاها قتيبة أخاه عبد الله بن مسلم فوطئها فحملت منه ثم إن قتيبة من على السبي وردت تلك المرأة على زوجها وهي حبلى من عبد الله بن مسلم وكان ولدها عندهم حتى أسلموا فقدموا به معهم أيام بني العباس كما سيأتي ولما رجع قتيبة إلى خراسان تلقاه دهاقين بلغار بهدايا عظيمة ومفتاح من ذهب وفيها كان طاعون بالشام والبصرة وواسط ويسمى طاعون الفتيات لأنه أول ما بدأ بالنساء فسمي بذلك وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم فقتل وسبى وغنم وسلم وافتتح حصن بولق وحصن الأخرم من أرض الروم وفيها عقد عبد الملك لإبنه عبد الله على مصر وذلك بعد موت أخيه عبد العزيز فدخلها في جمادي الآخرة وعمره يومئذ سبع وعشرون سنة وفيها هلك ملك الروم الأخرم لورى إلا رحمة الله وفيها حبس الحجاج يزيد بن المهلب وحج بالناس فيها هشام بن إسماعيل المخزومي وفي هذه السنة توفي أبو أمامة الباهلي وعبد الله بن أبي أوفى وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في قول شهد فتح مصر وسكنها وهو آخر من مات من الصحابة بمصر وفيها في شوالها توفي أمير المؤمنين