ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين
 
فيها غزا مسلمة وابن أخيه عمر بن الوليد بلاد الروم ففتحا حصونا كثيرة وغنما شيئا كثيرا وهربت منهم الروم إلى أقصى بلادهم وفيها غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير بلاد الأندلس في اثنى عشر ألفا فخرج إليه ملكها أذريقون في جحافلة وعليه تاجه ومعه سرير ملكه فقاتله طارق فهزمه وغنم ما في معسكره فكان من جملة ذلك السرير وتملك بلاد الأندلس بكملها قال الذهبي كان طارق بن زياد أمير طنجة وهي أقصى بلاد المغرب وكان نائبا لمولاه موسى بن نصير فكتب إليه صاحب الجزيرة الخضراء يستنجد به على عدوه فدخل طارق إلى جزيرة الأندلس من زقاق سبتة وانتهز الفرصة لكون الفرنج قد اقتتلوا فيما بينهم وأمعن طارق في بلاد الأندلس فافتتح قرطبة وقتل ملكها ادرينوق وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح فحسده موسى على الانفراد بهذا الفتح وكتب إلى الوليد يبشره بالفتح وينسبه إلى نفسه وكتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به ثم سار إليه مسرعا بجيوشه فدخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري فأقام سنين يفتح في بلاد الأندلس ويأخذ المدن والأموال ويقتل الرجال ويأسر النساء والأطفال فغنم شيئا لا يحد ولا يوصف ولا يعد من الجواهر واليواقيت والذهب والفضة ومن آنية الذهب والفضة والأثاث والخيول والبغال وغير ذلك شيئا كثيرا وفتح من الأقاليم الكبار والمدن شيئا كثيرا وكان مما فتح مسلمة وابن أخيه عمر بن الوليد من حصون بلاد الروم حصن سوسنة وبلغا إلى خليج القسطنطينية
وفيا فتح قتيبة بن مسلم شومان وكش ونسف وامتنع عليه أهل فرياب فأحرقها وجهز أخاه عبد الرحمن إلى الصغد إلى طرخون خان ملك تلك البلاد فصالحه عبد الرحمن وأعطاه طرخون خان أموالا كثيرة وقدم على أخيه وهو ببخارى فرجع إلى مرو ولما صالح طرخون عبد الرحمن ورجل عنه اجتمعت الصغد وقالوا لطرخون إنك قد بؤت بالذل وأديت الجزية وأنت شيخ كبير فلا حاجة لنا فيك ثم عزلوه وولوا عليهم غورك خان أخا طرخون خان ثم إنهم عصوا ونقضوا العهد وكان من أمرهم ما سيأتي
وفيها غزا قتيبة سجستان يريد رتبيل ملك الترك الأعظم فلما انتهى إلى أول مملكة رتبيل تلقته رسله يريدون منه الصلح على أموال عظيمة خيول ورقيق ونساء من بنات الملوك يحمل ذلك إليه فصالحه وجح بالناس فيها عمر بن عبد العزيز نائب المدينة وتوفي فيها من الأعيان

مالك بن أوس
بن الحدثان النضري أبو سعيد المدني مختلف في صحبته قال بعضهم ركب الخيل في الجاهلية ورأى أبا بكر وقال محمد بن سعد رأى رسول الله ص ولم يحفظ منه شيئا وأنكر ذلك ابن معين والبخاري وأبو حاتم وقالوا لا تصح له صحبة والله أعلم مات في هذه السنة وقيل في التي قبلها فالله أعلم

طويس المغني
اسمه عيسى بن عبد الله أبو عبد المنعم المدني مولى بني مخزوم كان بارعا في صناعته وكان طويلا مضطربا أحول العين وكان مشئوما لأنه ولد يوم مات رسول الله ص وفطم يوم توفي الصديق واحتلم يوم قتل عمر وتزوج يوم قتل عثمان وولد له يوم قتل الحسين بن علي وقيل ولد له يوم قتل علي حكاه ابن خلكان وغيره وكانت وفاته في هذه السنة عن ثنتين وثمانين سنة بالسويد وهي على مرحلتين من المدينة

الأخطل
كان شاعرا مطبقا فاق أقرانه في الشعر